لكي تصل مصر الي الاستقرار فلا بد من حوار , و الحوار لن يتم الا بالالتزام , اي ان يلتزم جميع اطراف الحوار بعدم النكوص او التبرؤ من اي شيء يتم التوقيع عليه , لان عدم الالتزام هو الذي يؤدي الي هدم الثقة بين اطراف الحوار الوطني. بالحوار نصل للمصالحة , وهي بدورها لا يمكن ان تتم الا بالقصاص , و القصاص ليس مطلوبا ان يتم في يوم وليلة , بل المطلوب ان يتم وضع خطة للعدالة الانتقالية و لهيكلة وزارة الداخلية تؤدي الي شعور بالطمانينة , وتؤدي الي ان يصل المصريون الي القصاص , سواء بقتل القاتل و المحرض , او بتحقيق اهداف الثورة , وذلك هو القصاص الحقيقي , اعني ان قتل فكرة الظلم , هو القصاص الحقيقي لمن قتلوا وهم يطالبون بالعدل .
ان الهدف من كل المحاولات التي تجري للحوار هو الوصول بالدولة الي حالة الاستقرار , وهذا امر يستحيل ان يتم بقنابل الغاز , ولا بمدرعات جديدة في شكلها قديمة في مضمونها , بل يتحقق الاستقرار بالعدل .
العدل هو المقصد الاعظم لجميع الشرائع و القوانين , قال تعالي : ' لَقَدْ اَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَاَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ' .
فالله سبحانه ما ارسل الرسل ولا انزل الكتب الا لسبب واحد ' لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ' , فالهدف من كل ذلك هو تحقيق العدل.
العدل يجلب الاستقرار , ولا استقرار لمجتمع يشعر غالبية من فيه بالظلم , ولا استقرار في امة يشعر غالبية ابنائها بالمهانة , ولا استقرار في شعب يري فقراؤه اغنياءَه يحصلون علي كل شيء بلا حق , بينما يحرمون هم من كل شيء.
الاستقرار المنشود لن يتم الا بالعدل , وحينها سيحترم المواطن الدولة , وستتمكن الدولة من اداء دورها , وستكون هيبة الدولة مستمدة من شرعيتها , ومن خلال قيامها بواجبها في اقامة العدل , اما الاعتماد علي عصا الامن الغليظة في مثل هذه الظروف التي تمر بها الدولة المصرية فهو اول طريق تفكيك الدولة , ونهاية الطريق هو الفوضي .
اتمني ان يسمع ذلك عواجيز الفرح !
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين --
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق