' ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما ' -- -- توافر نية الاصلاح عند الجميع سيكون عاملا حاسما في نجاح هذه الجولة من الحوار , واذا ما اقترنت النية بارادة وقدرة علي بحث كل الحلول المطروحة مهما بلغ شططها في تقديرات البعض فالنتيجة الايجابية للحوار ستكون اقرب بكثير مما نتصور.
الحلول المطروحة ياتي علي راسها اقالة الحكومة الحالية و الاستعاضة عنها بحكومة انقاذ وطني تسابق الزمن من اجل انتشال اقتصاد مترنح من كبوته , وهو مطلب لا يختلف اثنان من العقلاء علي جدواه , فالاصرار علي استمرار حكومة فاشلة بحجة ِضيق الوقت لاسيما بعد ان فندنا هذا الزعم امر معيب يدل علي عناد او علي رضا بالفساد -- فايهما نختار؟
ولعلنا نحتاج مرة اخري لاستباق تصريحات خرقاء غير مسئولة من عينة : ' نتائج الحوار غير ملزمة ' من شانها ان تنسف آخر محاولات راب الصدع ولملمة شعاث الوطن , نستبقها بالتاكيد علي معاني الوفاء بالوعود التي اكدتها الشريعة في قول الله عز وجل : ' يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود ' وقول نبيه صلي الله عليه وسلم : ' المسلمون علي شروطهم ' يعني ملتزمون بما اشترطوه وتعاهدوا عليه.
وتحتاج مؤسسة الرئاسة الي انتهاج سياسة المصارحة مع الشعب المصري قبل هذا الحوار وبعده لان البديل عن سياسة المصارحة هو ابواب مفتحة علي مصارعها امام تكهنات وعلامات استفهام تسمم المناخ السياسي اكثر واكثر وتتهاوي معها البقية الباقية من آمال الشعب بغير مبرر.
ونستبق ايضا المساعي الخبيثة لبعض وسائل الاعلام في نشر الشائعات وبث الاراجيف محاولة واد اي بادرة امل في الوصول الي اتفاق , نستبقها باصرارنا علي ان لا نسمح لنميمة هنا او وشاية هناك ان تؤثر علي اراداتنا او ان تثبط من هممنا.
حوار وطني عاقل يعني ان استعداد كل اطرافه لتقديم قدر من التنازل عن الحقوق واظهار قدر من المرونة في المواقف تسمح بالوصول الي ارضية مشتركة , امّا ان يجلس طرف علي مائدة الحوار بشروط مسبقة , ويجلس امامه من يضع قيودا مسبقة فمضطر ان اؤكد بضيق بالغ انه سيكون حوارا من نوع آخر غير الذي نصبو اليه -- سيكون نسخة مكررة من -- حوار الطرشان!
وبالمناسبة لا يحتاج جهد ' حزب النور ' الي استغلال هذه المساحة للحديث عنه اذ يكفيه شهادة القاصي و الداني له بعد جولات مكوكية مضنية استمرت اسبوعين كاملين لاقناع اطراف العمل السياسي بضرورة الحوار , لكنني اقول لكل من يزايد علي مواقفنا : ' لن توقفنا الاتهامات الباطلة عن المضي قدما في النصح وتعديل المسار و القيام بالامانة -- . و الله المستعان علي ما تصفون ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق