كل القصور الرئاسية في كل الدنيا لها حَرَم ومن يتجاوز حرم القصر او يحاول الاعتداء عليه يُطلق عليه الرصاص فورا وعلي راسها البيت الابيض , ان معظم قصور الحُكم في كل الدنيا يطلق عليها ' قصر الشعب ' ومن ثم فان حمايتها واجب علي الشعب اولا لانها رمز لسيادته , و القصر الرئاسي رمز لسيادة مصر وانتهاكه بهذه الطريقة هو انتهاك لسيادة وحق كل مصري , وتهاوُن الشرطة و الحرس الجمهوري ورئيس الجمهورية في حماية القصر هو تهاوُن في حق كل المصريين.
ما ان وصلت الاحداث الي ذروتها وتدخل الامن في النهاية بعدما اصبحت الحرائق علي اسوار القصر وفي داخله , وبدا ان مخطط جبهة الانقاذ فشل في هذه الجمعة , حتي ظهر الرصاص الحي من قبل البلطجية الذين كانوا يهاجمون القصر وقتل شاب برصاصة في عنقه , لان الشرطة لم تعد تمتلك الرصاص الحي وانما الخرطوش , و التعليمات الموجهة اليها الا تستخدمه الا عند الضرورة القصوي , ومع كل فشل للمظاهرات التي تدعو اليها او يقودها ابطال جبهة الانقاذ يظهر الرصاص الحي ويُقتل المتظاهرون السلميون , وتضيع دماء الضحايا الابرياء ويختفي القاتل وتُلصق التهمة بالسلطة و الشرطة , حينما قُتل الشباب هرب كل قادة جبهة الانقاذ من المشهد , واصبح كل منهم يُدين العنف الذي صنعوه هم ويتهم السلطة العاجزة عن حماية نفسها , وسرعان ما تلاشي كل هذا حينما تم تسريب شريط فيديو للشرطة وهي تجر مواطنا عاريا او شبه عارٍ مقبوض عليه , حتي عاد الهاربون بسرعة ليلطموا الخدود ويشقوا الجيوب مع منظومة الاعلام المتواطئ , ويتم التغطية علي كل الجرائم و الحرائق المشتعلة وتصبح القضية هنا هي سحل المواطن وتوجيه كل الاسلحة الاعلامية و السياسية للشرطة وجهازها.
وسرعان ما فرّغوا المشهد من مضمونه الحقيقي المتمثل في الجرائم التي ارتُكبت طيلة اليوم , و البلطجية الذين دفعوهم الي القصر وقتلهم مواطنا اعزل برصاص حي الي مشهد السحل وحده , وللاسف الشديد اسقطوا الجميع في هذا الفخ , وبقي الندب و اللطم حتي الصباح.
ان هذا التدليس السياسي و الاعلامي يؤكد ان مصر تتعرّض لمؤامرة كبري , اقول مصر لا مرسي او جماعته , فمرسي سيذهب ان لم يكن الآن فبعد اربع سنوات علي الاكثر , ولكن مصر هي الباقية , وهم يريدون حرق مصر وقد ظهروا علي حقيقتهم يوم الجمعة حينما حرقوا وقتلوا ثم قلبوا المشهد بالتدليس الي سحل مواطن , بينما هم يسحلون الوطن كله كل يوم تصاحبهم جوقة الاعلام و الاعلاميين الفاسدين. ان هذه الضبابية التي تغطي سماء مصر سوف تنقشع , وسوف يُدين التاريخ كل سياسي فاسد وكل اعلامي ماجور , وسوف تبقي مصر فوق الجميع.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق