هكذا دلس الاعلام و شوه حقائق الجمعة أحمد منصور



رغم ان كل اعضاء جبهة الانقاذ لبوّا نداء شيخ الازهر يوم الخميس الماضي ووقّعوا علي وثيقة لادانة العنف في مصر بكل اشكاله , الا ان بعضهم ربما شعر بالتورُّط في التوقيع علي هذه الوثيقة , فسارع حمدين صباحي الي اصدار بيان فجر الجمعة و هو المعروف عنه انه يقوم الليل و ينام النهار كانما يتنصل فيه من التوقيع علي الوثيقة , كما قام الدكتور عمرو حمزاوي و زوجته الفاضلة بقيادة مظاهرة من مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر الي قصر الاتحادية وبقيا هناك حتي تم قذف القصر الجمهوري بكرات اللهب حتي اشتعلت الحرائق في حديقة القصر الداخلية ثم اعلن انسحابه , وهذا امر يحدُث للمرة الاولي في تاريخ القصر , وبقي العالم كله يشاهد عبر شاشات التليفزيون الحرائق وهي تشتعل في قصر الشعب لا قصر الرئيس محمد مرسي , و الاعتداء علي قصر الشعب هو اعتداء علي ممتلكات الشعب , لا علي ممتلكات محمد مرسي , ومن ثم كان يجب ان ينتفض كل صاحب خُلق من السياسيين ان كانت هناك بقية من الاخلاق لديهم لادانة احراق قصر الشعب و التاكيد علي الوثيقة التي لم يجف حبر توقيعاتهم عليها , لكنهم يعتقدون من خلال هذه التصرُّفات الصبيانية ضد مصر وشعبها لا ضد مرسي وجماعته كما يعلنون انهم سوف يسقطون مرسي اذا تم احراق القصر او اقتحامه , وهنا اريد ان اسال الشعب المصري اجمعه اين القصر الرئاسي او الملكي في كل الدنيا الذي يُسمح للمتظاهرين بمحاولة اقتحامه ومحاصرته و الهجوم عليه بكرات اللهب وقنابل المولوتوف بينما تقف الشرطة عاجزة عن دفع المعتدين , و الشعب الذي هو صاحب القصر يكتفي بالمشاهدة؟ ان القوانين في كل الدنيا تتيح لكل مواطن عادي اذا تعرّض مسكنه للاعتداء ان يدافع عن بيته , واذا اقتُحم بيته يمكنه قتل المقتحمين دون ان يقع عليه اي عقاب وفق قانون العقوبات , لانه يكون في حالة دفاع عن النفس.

كل القصور الرئاسية في كل الدنيا لها حَرَم ومن يتجاوز حرم القصر او يحاول الاعتداء عليه يُطلق عليه الرصاص فورا وعلي راسها البيت الابيض , ان معظم قصور الحُكم في كل الدنيا يطلق عليها ' قصر الشعب ' ومن ثم فان حمايتها واجب علي الشعب اولا لانها رمز لسيادته , و القصر الرئاسي رمز لسيادة مصر وانتهاكه بهذه الطريقة هو انتهاك لسيادة وحق كل مصري , وتهاوُن الشرطة و الحرس الجمهوري ورئيس الجمهورية في حماية القصر هو تهاوُن في حق كل المصريين.

ما ان وصلت الاحداث الي ذروتها وتدخل الامن في النهاية بعدما اصبحت الحرائق علي اسوار القصر وفي داخله , وبدا ان مخطط جبهة الانقاذ فشل في هذه الجمعة , حتي ظهر الرصاص الحي من قبل البلطجية الذين كانوا يهاجمون القصر وقتل شاب برصاصة في عنقه , لان الشرطة لم تعد تمتلك الرصاص الحي وانما الخرطوش , و التعليمات الموجهة اليها الا تستخدمه الا عند الضرورة القصوي , ومع كل فشل للمظاهرات التي تدعو اليها او يقودها ابطال جبهة الانقاذ يظهر الرصاص الحي ويُقتل المتظاهرون السلميون , وتضيع دماء الضحايا الابرياء ويختفي القاتل وتُلصق التهمة بالسلطة و الشرطة , حينما قُتل الشباب هرب كل قادة جبهة الانقاذ من المشهد , واصبح كل منهم يُدين العنف الذي صنعوه هم ويتهم السلطة العاجزة عن حماية نفسها , وسرعان ما تلاشي كل هذا حينما تم تسريب شريط فيديو للشرطة وهي تجر مواطنا عاريا او شبه عارٍ مقبوض عليه , حتي عاد الهاربون بسرعة ليلطموا الخدود ويشقوا الجيوب مع منظومة الاعلام المتواطئ , ويتم التغطية علي كل الجرائم و الحرائق المشتعلة وتصبح القضية هنا هي سحل المواطن وتوجيه كل الاسلحة الاعلامية و السياسية للشرطة وجهازها.

وسرعان ما فرّغوا المشهد من مضمونه الحقيقي المتمثل في الجرائم التي ارتُكبت طيلة اليوم , و البلطجية الذين دفعوهم الي القصر وقتلهم مواطنا اعزل برصاص حي الي مشهد السحل وحده , وللاسف الشديد اسقطوا الجميع في هذا الفخ , وبقي الندب و اللطم حتي الصباح.

ان هذا التدليس السياسي و الاعلامي يؤكد ان مصر تتعرّض لمؤامرة كبري , اقول مصر لا مرسي او جماعته , فمرسي سيذهب ان لم يكن الآن فبعد اربع سنوات علي الاكثر , ولكن مصر هي الباقية , وهم يريدون حرق مصر وقد ظهروا علي حقيقتهم يوم الجمعة حينما حرقوا وقتلوا ثم قلبوا المشهد بالتدليس الي سحل مواطن , بينما هم يسحلون الوطن كله كل يوم تصاحبهم جوقة الاعلام و الاعلاميين الفاسدين. ان هذه الضبابية التي تغطي سماء مصر سوف تنقشع , وسوف يُدين التاريخ كل سياسي فاسد وكل اعلامي ماجور , وسوف تبقي مصر فوق الجميع.

ليست هناك تعليقات :