_ _ _
وفي هذا المقام ومن وحي هذه المقدمة فانني اوجه رسالة للجميع . لذلك الشباب الذي اسهم في دعوة الازهر لكي يتصدر مشهد يشكل بحق نداء وطن وضمير امة , وكذلك انادي علي كل القوي السياسية وجميع المؤسسات التي تنخرط في الحياة السياسية الا تدع فرصة وثيقة الازهر ان تفلت لانها بحق تؤكد علي خروج ذلك الوطن من ازمته , ذلك ان ترجمة الثقة في هذا الكيان في وقت عزت فيه الثقة وازدادت فيه الفجوة بين الرفقاء الذين صاروا فرقاء , وتآكلت المصداقية لكل منهم , وبدت صناعة الشك هي سيدة الموقف في كل امر يتعلق بسياسة او بتقييم هنا او هناك , فان ميزان الثقة حينما يتمثل في مؤسسة الازهر , فان ذلك يشكل بحق فرصة يجب الا تفلت من بين ايدينا , يجب ان نتمسك بها ونفعّل خطواتها , حتي يقوم الازهر باستكمال مساراته الوطنية في انقاذ الوطن , و التعبير عن ضمير هذه الامة , يواصل هذه المسيرة في اطار يعزز الثقة فيه , ولا يقطع عناصر الامل في وثيقته ومبادرته من اجل هذا الوطن , ويجعل من بعض تلك التصريحات المتراجعة دافعا له ان يستمسك بهذه الوثيقة في رؤيتها القيمية و التي شكلت بحق ترسيخ مثلث . فاعلية الشباب , وعدم مشروعية العنف , وضرورات الحوار الملتزم و المنضبط و المحوط بضمانات تؤكد علي توافقاته وتحقق التزاماته وتترجم مقتضياته واتفاقاته , ويجب ايضا علي الشباب ان ينهض مع الازهر يدا بيد بحيث يحمل ثقة الازهر الي كيان المجتمع حتي يمكننا الخروج من ازمة الوطن. وهنا وجب علينا ان نحمل هذه الوثيقة لتشكل حالة دافعة واداة رافعة لهذا الوطن , في اطار سباعية تشكل ضمانات لحوار يكون بمثابة العقد الغليظ الذي يرتبط بهذا الوطن و الخروج من ازمته وحماية كيانه.
_ _ _
الامر الاول . يعبر علي ان مؤسسة الازهر تشكل اكبر ضمانة لمسيرة الحوار و الالتزام بنتائجه وذلك باشاعة جوهر الثقة الذي تتمتع به هذه المؤسسة في كيان المجتمع وبين القوي السياسية المختلفة و المتنافسة بما يشكل صمام امان وضمانة اكيدة لهذا الحوار واهم ثماره ونتائجه المامولة.
_ _ _
الامر الثاني . يرتبط بلجنة الحوار التي اتفق المجتمعون في رحاب الازهر علي تشكيلها وتمثيل القوي فيها بطريقة ناجزة عادلة , تحقق المقصود منها في البحث لتحديد حالة الحوار , و التاكيد علي اهم شروط فاعليته , وضمانات نتائجه , وقدرات اطرافه , وادارة الحوار بكل اشكاله فيما يتعلق بقضايا وتحديات هذا الوطن , وبناء رصيد وارضية من الثقة لممارسة حوار فعال يسترد به الوطن عافيته ويؤمن كيانه.
_ _ _
الامر الثالث . علانية الحوار , وشفافية وقائعه بما يؤكد ان الحكم الاساسي انما يمثله هذا الشعب بكل طوائفه وكل امتداداته لتكون كل القوي . رئاسة واحزاب وقوي مستقلة ونقابات وتكوينات تمثل المجتمع المدني , بحيث تتحرك كل هذه القوي في اطار يجعل من هذه الشفافية سقفا لممارساته وعلي التزاماته , كما يشكل فرصة وميدانا لدعاية كل منخرط في العملية السياسية ومقبل علي حالة انتخابية للاطراف المختلفة . بحيث يمكن ان يحقق ذلك ضمانة حقيقية يمنع حال المزايدة و المكايدة السياسية او حال التربص السياسي , ذلك ان عين الشعب تراه وتقيم ادائه وتحدد اخفاقاته ونجاحاته.
_ _ _
الامر الرابع . يتعلق بضمانة الشباب النقي , ذلك الشباب الذي حمل هذه الوثيقة مع ازهره ليعبر عن طاقة حيوية وفاعلية تؤكد ان هذا الشباب يجب ان يكون في صدر المشهد لانه في حقيقة الامر هو الفاعل الحقيقي في هذه الثورة وصاحب المصلحة الاول فيها , وان من سقط من الشهداء الذي شكل قدسية هذه الثورة , وعقد بين الثوار وثورتهم انما يدعونا الي استنهاض هذا الشباب الحكيم كضمانة حقيقية تتكافل مع ضمانة الازهر وضمانات اخري لتعبر عن حكمة الشباب باعتبارهم شهودا علي هذا الحوار وضمانة لنتائجه , شهود الثورة العدول بما يحملونه من اشواق لتحقيق اهداف هذه الثورة واستكمال العمل من اجل تمكينها وتامين مكاسبها وبلوغ غاياتها.
_ _ _
الامر الخامس . يتعلق بضمانة القوي السياسية , ولا يستغربن احد كيف تكون هذه القوي وقد افترقت وتناطحت ان تشكل ضمانة علي ذاتها , ذلك ان هذه الضمانة انما تنصرف الي قيام هذه القوي السياسية بتوقيع وثيقة ملزمة وضامنة ذلك في اطار عمليات التعديل وفقا لما تقتضيه القواعد المختلفة التي تحكم ذلك , ويكون الخروج علي ذلك او التصويت ضد المتفق عليه بمثابة خيانة للامانة من اي من قام بذلك , تستوجب مساءلته , بل وكذلك تستوجب معاقبته , في اطار ما يتيحه الدستور و القانون في هذا الشان.
_ _ _
الامر السادس . ضمانة وجود لجنة حكماء ومحكمين و التي تشكل الفئة الثالثة التي تقوم بضبط ايقاع الحوار وامكانية ادارته وقيادته بما يحقق الهدف من ذلك الحوار و الوصول الي نتائج متفق عليها تشكل جوهر التوافق و الاتفاق بين القوي المختلفة , وتوثق هذا العقد , وتتدخل عند اللزوم لفض بعض اشتباكات الحوار وتقديم البدائل وترجيح الخيارات وتقريب وجهات النظر بما يحقق توثيقا وترسيخا وصياغة لنتائج هذا الحوار من متخصصين يشكل بعضهم من اساتذة القانون الدستوري العاملين بالجامعات المصرية , وكذلك بعض المثقفين الوازنين الذين يشكلون ضمانة اساسية لهذا التعاقد السياسي الناتج عن ذلك الحوار.
_ _ _
الامر السابع : في اطار تلك التخوفات التي ترتبط بالانتخابات القادمة فانه من المهم ان يشترك الجميع ويتوافق في صياغة تلك المؤسسة المهمة التي اشار اليها الدستور في تاسيس مفوضية عليا للانتخابات وتحدد المهام لها , وتحصن من كيانها وتشكل ادوات لمتابعة الانتخابات وادارتها وفق الاصول و المعايير الدولية في نزاهة الانتخابات وشفافيتها , هذا الامر ربما يبدد بعض الهواجس التي تاتي من هنا وهناك لتكون هذه اللجنة هي الاساس في الادارة المستقلة للعملية الانتخابية.
_ _ _
هذه السباعية انما تشكل في مضمونها منظومة من الضمانات تحصن وتؤكد وترسخ وتوثق هذا العقد السياسي الغليظ الذي يشكل بحق مخرجا من ازمة الوطن , وفي اطار نخرج فيه من الاختلاف الي الائتلاف و التوافق بما يحقق رؤية شاملة في النهوض بهذا الوطن تقوم به المعارضة قبل السلطة , وبحوارات تتم بالتنوع المطلوب وتمارس علي التوازي بما يحقق رؤية متكاملة واستراتيجيات كاملة لمستقبل مصر الجديدة , مصر الوطن , مصر الثورة , هذا كله كان من وحي بيان للشباب استطاع ان يحقق معني الدافعية لايراد هذه الضمانات من اجل مصر وثورتها . بحيث تشكل هذه المقترحات بعض من الوفاء لدين هذه الثورة ولشهدائها علينا , الا يستحق هذا الوطن منا ان نفكر في مخارج لازمته , لا ان نزيد ورطته. اللهم احفظ مصر , واحفظ ثورتها , واحفظ شبابها , واحفظ شعبها , واحفظ ازهرها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق