ضعف و هوان مرسي أمام فخامة الرئيس الأعلى البرادعي أحمد منصور



وقفت متعجبا مطولا يوم الاربعاء الماضي وما زلت , امام الدعوة التي اطلقها الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور المنسق العام لما يسمي بجبهة الانقاذ من اجل وقف العنف في مصر , واجراء حوار جاد بين مختلف الفرقاء السياسيين بحضور القوات المسلحة ووزارة الداخلية , وما جعلني اتعجب _وما زلت_ هو ان الدكتور البرادعي قد وجه الدعوة لكل من الرئيس محمد مرسي ووزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم لحضور هذا الاجتماع برئاسته.

وما جعلني ازداد عجبا هو ان البرادعي قد وجه هذه الدعوة بعدما رفض كل دعوات الحوار التي وجهت له من رئاسة الجمهورية ومن كافة الاطراف الاخري لوقف العنف او حتي التوافق السياسي طوال الاشهر الماضية واضعا الشروط تلو الشروط , وحينما كان نائب الرئيس السابق المستشار احمد مكي يراس الحوار الوطني , اتصل بالبرادعي في مكالمة مطولة استمرت خمسا واربعين دقيقة , كما روي لي تفاصيلها المهندس ابوالعلا ماضي المقرر لجولة الحوار الاولي , ووافق مكي علي كل ما طلبه البرادعي , وحينما لم يجد البرادعي شيئا يقوله اعتذر بحجة ان الظرف السياسي غير مناسب , لكن البرادعي الذي كان يرفض كل دعوات الرئاسة , كان يركض مسرعا تجاه اي دعوة تاتيه من اي طرف يمكن ان ينزع المشروعية او ينافس الرئاسة في مصر , وعلي سبيل المثال لا الحصر فقد لبي ركضا دعوتين . الاولي هي الدعوة التي وجهتها وزارة الدفاع ثم الغيت قبل عدة اسابيع , و الثانية هي دعوة شيخ الازهر يوم الخميس الماضي لان تلامذة البرادعي كانوا من طلب من شيخ الازهر ان يوجه الدعوة , و العجيب هنا ان البرادعي الذي اري ان دوره السياسي وغير السياسي قد انتهي بمجرد سقوط حسني مبارك , اصبح يتصرف في ظل ضعف اداء الرئيس محمد مرسي وكانه اصبح رئيس الدولة غير المتوج , فهو الرجل الذي لن يبرم اتفاق في مصر بغير حضوره , ولن يتم استقرار بغير توقيعه , ولن يحدث توافق بدون بركته , ولن يتوقف العنف بدون ارادته , ولن يجتمع شتات المعارضة مع السلطة بدون مبادرته ودعوته , فالدنيا كلها اصبحت تدور في فلك الرئيس الاعلي لمصر محمد البرادعي وارادته , فهو موحد المعارضة , وراعي المبادرات , ومحرك الاحداث من وراء الكواليس , وهو الرئيس غير المتوج لمصر حيث نزل وحي الرئاسة بالخطا علي مرسي وكان مقررا ان يكون للبرادعي . و السبب هو شعب مصر المصاب بالحول , الذي كان مقررا ان يختار البرادعي , رغم انه لم يرشح نفسه واختار مرسي بدلا منه , من ثم فان البرادعي موحد صفوف المعارضة , وصاحب المبادرات و الابداعات قرر ان يصحح ذلك الخطا , من خلال الركوب علي رئاسة الدولة بالهرطقة السياسية تارة و التصريحات المتضاربة اخري , لعل الشعب المصري يفيق من سكرته ويعرف من هو الزعيم الحقيقي الاولي بالقيادة , و الاحق بالزعامة , الذي يحكم من وراء ستار ويحرك الاحداث من خلال الازرار , لذا قرر البرادعي عدم الوقوف عند حد التصريحات فقرر ان يقود المبادرات وان يجمع الرئيس مرسي رئيس الصدفة و الاختيار الشعبي الخاطئ مع وزيري الدفاع و الداخلية علي مائدة فخامة الرئيس الحقيقي لمصر محمد البرادعي , ليراس البرادعي الاجتماع ويوضح للشعب وللحضور ما ينبغي ان يعرفوه وما يجب ان يقوموا به حتي ينتهي مسلسل العنف و الفوضي في البلاد , ذلك المسلسل الذي يملك البرادعي وحده مفاتيح فتحه واغلاقه , وان عدم حضورهم يعني ان هذا المسلسل لن يتوقف وهذا النزيف سوف يستمر.

اشعر بالم شديد يعتصر جوانب نفسي في هذه الايام . لاني اعتبر المتسبب الرئيسي في هذا المشهد المسيء هو الرئيس محمد مرسي بضعف ادائه وتخبط قراراته , وقد زاد الامر سوءا حينما كرر رجاءه ونداءه قبل ايام للبرادعي وشركاه ان يحضروا الحوار , وانه مستعد للاتصال بهم شخصيا واحدا واحدا حتي يحضروا , ما هذا الضعف و الهوان الذي يدير به الرئيس مرسي هذا المشهد المزري؟ اذا كان الرئيس يلح عليهم في الحضور لانهم هم الذين يقودون العنف ويملكون ايقافه , فيجب علي الرئيس ان يحاكمهم لا ان يحاورهم كما قلت من قبل , وان كانوا لا علاقة لهم بالعنف فما قيمة رجائهم و الحوار معهم؟ اجبنا يا سيادة الرئيس -- اقصد يا فخامة الرئيس الاعلي لمصر محمد البرادعي؟

ليست هناك تعليقات :