نادر بكار يطالب هشام قنديل بالاستقالة من رئاسة الحكومة


كتب نادر بكار في مقال صحفي له نشر اليوم الثلاثاء ... لا ادري كيف قفز الي ذهني فور مشاهدتي لمقطع فيديو رئيس الوزراء المثال العربي الشهير ' تكلم حتي اعرفك ' -- وترددت كثيرا ان ابني علي هذا المثال ما احكم به علي الرجل , لكنني حين اعدت مشاهدة الفيديو اكثر من مرة اقدمت بعد احجام , وتجاسرت من بعد تخوف علي القول بان هذا المقطع الصغير يمثل عينة من مستوي تفكير الرجل الثاني في مصر.

وما اعتدت ابدا ان اترك لنفسي العنان للتنقص من شخص . اي شخص لِعَيٍّ في لسانه او تلعثم في عباراته , فليس التندر بعيوب كهذه من شيم الرجال , ولو كان الفيديو الاخير المتداول لرئيس الوزراء من نمط هذه الاخطاء لكنت قد تغافلت عنه , انما المشكلة تكمن في ان السلوك مرآة للفكر , و الحق ان سلوك د. قنديل في هذا الفيديو كان مرآة لتفكير سطحي الي اقصي درجة.

امانة الكلمة لا تعرف المجاملة , وقد سبق لي ان كتبت في هذه المساحة تحديدا اكثر من مقالة اسدي فيها النصح المتدرج لرئيس الوزراء فحدثته عن الادارة بالاهداف , وعن خرائط الازمات وغيرها آملا وقت ذاك في اصلاح ولو جزئيا نعبر به المرحلة حتي تُشكل الحكومة المنتخبة , لكن مُسكنات الصداع لا يمكنها ايقاف نزيف الخسائر المادية و البشرية المتزايد.

يا سيدي كيف اثق انك تختار القرار الصائب في مسالة بالغة الحساسية سيستمر اثرها ربما لعشر سنوات ان لم تتجاوزها كقرض صندوق النقد الدولي , اذا كانت ' نظرة الطائر ' bird>s eye view ' التي تمتلكها تربط بين ' النظافة الشخصية ' و ' اصابة الاطفال بالاسهال ' وقصة حدثت لك علي الصعيد الشخصي في موقع محدود الجغرافيا متناهي الصغر وبين سياسات اقتصادية تُساءل عنها انت وحكومتك؟

اخبرك انا -- ببساطة انت اردت الحديث عن مشكلات متجذرة في المجتمع المصري , كالجهل بصفة عامة وتفشي ' الامية الصحية ' بصفة خاصة , وتهالك البنية التحتية , وتدهور الرعاية الصحية -- لكنك عبرت عن كل مشكلة من هذه باسوا عبارة ممكنة , وبغير رابط منطقي يعطينا انطباعا جيدا عن رؤية حقيقية تمتلكها للاصلاح.

قدم استقالتك من منصبك يا سيدي فهذا اقل ما تقتضيه الامانة -- الامانة التي اذا وُسدت لغير اهلها كان ذلك من علامات الساعة -- قدم استقالتك يا سيدي واقدم علي ما يُحجم عنه الرئيس حتي هذه اللحظة بغير مبررٍ واضح!

التذرع بان الوقت غير مناسب حجة داحضة لان التعديل الوزاري من شهر مضي شمل ثمانية وزراء دفعة واحدة اغلبهم في اخطر مفاصل الدولة واكثرها حساسية ولم يراجعك احد في قضية ملاءمة الحدث للوقت بالغ الضيق من عدمه.

امَّا مجلس النواب القادم فلا داعي للتعلل بتشكيله للحكومة القادمة , فلو ان حكومة تم تشكيلها الآن واظهرت من علامات ومؤشرات حسن الاداء ما يشفع لها عند العقلاء , فبامكان المجلس القادم ان يجدد الثقة فيها بلا شك .

ليست هناك تعليقات :