البطل الشعبي المسحول عاريا حمادة صابر فلول فهلوة فبركة وائل قنديل



لا يوجد مصري واحد لم يشعر بالاهانة الشخصية عند عرض لقطات المواطن المسحول عاريا في احداث قصر الاتحادية , حيث تملكت الجميع مشاعر الغضب و القرف مما يجري في مصر , وشخصيا كتبت علي ' تويتر ' لحظتها ما يلي ' لو طلع النهار علي وزير الداخلية في منصبه ولم يخرج الرئيس معتذرا عن واقعة تعرية مواطن مصري عند الاتحادية سيكون النظام كله عاريا عن اي شرعية '

ولم يخرج الرئيس معتذرا , وان كانت رئاسة الجمهورية اصدرت بيانا تعرب فيه عن اسفها لهذه الحادثة وتؤكد علي التحقيق فيها ومعاقبة المتورطين فيها.

وبسرعة البرق سارع كثيرون لصناعة ايقونة ثورية جديدة من قصة حمادة , غير انه بمضي الوقت ضاعت الحقيقة وتحولت الحكاية كلها الي دراما عبثية يمتزج فيها الكوميدي بالتراجيدي , خصوصا بعد ان قرر حمادة ان يلعب بالجميع , ويتحدث علي طريقة ' ما يطلبه المستمعون ' فيقسم بالله ان احدا من افراد الداخلية لم يمسه بسوء , حتي انه شعر بمصريته لاول مرة من هذه المعاملة المحترمة ' فوق الوصف ' , وان المتظاهرين هم الذين فعلوا فيه ما شاهدناه -- ثم يتراجع قليلا في كلامه مع اعضاء لجنة الحريات بنقابة المحامين , واخيرا ياتي برواية مغايرة بنسبة 180 درجة فيتهم الداخلية بما براها منه معلنا انه شعر وكانه ليس مواطنا مصريا من هول ما تعرض له.

وكما لعب حمادة , لعبت كل الاطراف بالقصة بطريقة ' حمادة بتاعك حمادة بتاعي حمادة بتاعنا كلنا ' فهو بطل شعبي في نظر اساتذة تلفيق وتصنيع و الاساطير الثورية , وفي الجانب الآخر هو تجسد لتمكن فيروس ' ف ' من الشخصية المصرية ' فلول وفهلوة وفبركة ' وفي ذلك انتشر علي المواقع الالكترونية فيديو يظهر فيه حمادة جنديا مخلصا في جماعة ' ابناء مبارك ' ومتحدثا امام محكمة مبارك في يناير من العام الماضي منافحا عن رمز الدولة الذي لا يهان , ولا تجب محاكمته لانه رئيس مصر الذي وفر لها الامن و الامان.

ولو وضعت ذلك بجوار شهادة منشورة لمحررة جريدة التحرير هالة عيد المنشورة علي ' فيس بوك ' ستجد انك امام نموذج لرجل اتخذ المظاهرات حرفة , حيث تتحدث عن مفاجاة لم تكن تتوقعها بعد خروجها من منزل حمادة حين كان جيرانه يتهامسون ويضحكون ليعلو صوت احدهم قائلا ' احنا هنضحك علي بعض ما هو بياخد فلوس عشان يروح المظاهرة ولا انتو عايزين تعملوا منه بطل ' ويضيف آخر ' يا عم انت مش فاكر لما خد فلوس عشان يروح مظاهرات توفيق عكاشة ' .

ولو اضفت الي ذلك اعتراف حمادة في برنامج ' العاشرة مساء ' امس الاول بانه وهو في طريقه لمظاهرات الاتحادية للمشاركة في اصلاح حال البلد سرق تفاحة من ' فرشة ' فكهاني في الشارع ستجد انك تتابع ماساة انسانية وملهاة ثورية منقطعة النظير , وستدرك الي اي حد اصيبت ثورة 25 يناير العظيمة في مقتل متاثرة بفيروس ' ف ' حين انفتح ' التحرير ' علي ' العباسية ' علي ' المنصة ' .

لقد غضب بعضهم حين قلنا ان قوة هذه الثورة في اخلاقيتها ونقائها واصروا علي انه من الممكن تحقيق اهداف نبيلة بوسائل ليست نظيفة , وحتي تتكشف حقائق فيلم حمادة لا يسعنا الا ان نقول مجددا ' طهروا غضبكم من الملوثات ' .

ليست هناك تعليقات :