مجلة بريطانية : الشعب المصري لا يتبع العلمانيين في خوفهم من الاخوان



رات مجلة ' ذي ايكونوميست ' البريطانية , ان الانتخابات البرلمانية المزمعة في مصر , في ابريل القادم , تضع البلاد في موقف لا تحسد عليه , في ظل رئاسة تدعو لخوض الانتخابات و معارضة تجيب بالمقاطعة .

و رصدت المجلة , في تقرير اوردته في موقعها الالكتروني , امس الجمعة , تعب عامة المصريين من استمرار حالة الاضطراب الثوري القائمة , لاسيما و ان هؤلاء العامة لا يشاركون العلمانيين تخوفهم من الاسلاميين , و تحديدا جماعة ' الاخوان المسلمين ' , مشيرة الي انه بعد مرور عامين علي الاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك , لا تزال الشئون العامة للبلاد في حالة من الاضطراب لم تشهده من قبل .

كما رصدت المجلة , شيوع حالة من التشاؤم بين عامة المصريين , و التخوف من الاخبار المحلية في الآونة الاخيرة , قائلة ' ان ثمة وجاهة في تلك التخوفات لاسيما وانها تاتي في اطار تردي الاوضاع السياسية في البلاد ' .

واشارت الي بعض الحوادث التي شهدتها مصر مؤخرا , ابتداء من حادث البالون , الذي اودي بحياة 19 سائحا , مرورا بمقتل 9 قرويين سقطوا واحدا تلو الآخر في بالوعة صرف صحي مفتوحة باحدي قري الدلتا , وانتهاء بوباء الجراد القادم من البحر الاحمر ملتهما ما يمر عليه من محاصيل.

ورات المجلة , في تحديد الرئيس محمد مرسي , موعدا للانتخابات البرلمانية في 22 ابريل القادم , تطورا جيدا , فمصر ليس بها مجلس نواب منذ يونيو الماضي , بعد حل القضاء للمجلس الاخير علي اساس الحكم ببطلان الانتخابات التي اتت به.

ولفتت المجلة , الي اضطلاع مجلس الشوري القائم , الذي يسيطر عليه التيار الاسلامي بنسبة 85 في المائة , بمهام مجلس النواب من حيث سن القوانين و التشريعات , واصفة هذا المجلس ب ' الضعف ' , حيث شهدت انتخاباته العام الماضي اقبالا جماهيريا متواضعا , لم تصل نسبته 10 في المائة .


واضافت ' ذي ايكونوميست ' , الي اعلان تكتل المعارضة الاساسي , فيما يعرف ب ' جبهة الانقاذ الوطني ' , مقاطعة انتخابات ابريل , يدعمه في ذلك ارتفاع وتيرة الانتقاد الجماهيري لسياسات النظام , مصحوبا باضرابات وتظاهرات معارضة , بينما تتجاهل الرئاسة سلسلة من مطالب جبهة الانقاذ , وتستجيب لبعضها بوعود غير مقنعة.

وجاء علي راس مطالب الجبهة , كما رصدتها المجلة , تشكيل حكومة انقاذ وطني , وتغيير قوانين الانتخابات التي تمت مصادقتها الشهر الماضي , بالاضافة الي اقالة النائب العام , واشارت المجلة , الي ان هذه المطالب لا تجد صدي واسعا بين الجماهير.

واوضحت ' ذي ايكونوميست ' , انه ربما كان علي مرسي , ان ياخذ موقف خصومه السياسيين ماخذ الجد , لا سيما بعد تراجع معدل الرضي الشعبي عن ادائه من 79 في المائة في اكتوبر الماضي الي 49 في المائة الشهر الماضي , بحسب ما اظهر استطلاع للراي اجراه المركز المصري لبحوث الراي العام ' بصيرة ' .

ورات المجلة البريطانية , ان هذا الاستطلاع ربما جلب القليل من الراحة لخصوم الرئيس مرسي , ذلك ان اكثر من ثلث المشاركين في هذا الاستطلاع ربما لم يسمعوا اصلا عن جبهة الانقاذ الوطني , التي يمثل قادتها طيفا علمانيا متكامل الالوان , من اقصي اليسار وحتي بقايا نظام مبارك.

ولوحت المجلة , الي ان جبهة الانقاذ , تواجه صعوبات اخري , ذلك ان جماعة الاخوان المسلمين علي الرغم من تراجع شعبيتها الا انها لا تزال ذات قدرات تنظيمية هائلة , بما يجعل آلتها الانتخابية مستعدة علي نحو جيد , وكذلك الحال مع حزب النور السلفي , فله هو الآخر شبكات عمل جيدة ليس للجبهة ما يماثلها.

واشارت المجلة , الي ان السلفيين , وان باتوا ينتقدون مرسي , الا انهم لا يختلفون مع اجندته الاسلامية , وانهم سيكونون مسرورين لو خاضوا الانتخابات دونما منافس علماني.

وفي المجمل , تري المجلة البريطانية , ان مصر تواجه خيارين لا تحسد عليهما , ' فاما ان تجري الانتخابات وسط اقبال جماهيري ضئيل , بما يعمق من حالة الاستقطاب بين العلمانيين و الاسلاميين , ويضيف مزيدا من التساؤلات حول شرعية حكومة الاخوان المسلمين ' , او ' ان ينصاع مرسي لضغوط المعارضة , ويؤجل عملية التصويت , ويستجيب لمطالب العلمانيين , وهو ما يرشح المشهد السياسي للدولة لمزيد من الضبابية ' .

ليست هناك تعليقات :