عندما يقتل الشهيد الحقيقي مرتين وائل قنديل



كل من يسقط قتيلا في الاشتباكات العبثية المجنونة الدائرة في مصر الآن يحصل علي لقب شهيد , ونحتسبهم جميعا كذلك عند الله , ولا اعتراض علي هذا التكريم -- غير ان هذا التكريم عندما يحجب عن شهداء حقيقيين لا يحتاج ثبوت استشهادهم الي جدل ونقاش عقيم , فاننا نكون امام ماساة حضارية ووطنية.

وبينما يحل علينا يوم الشهيد بعد يومين فقط ' ٩ مارس ' لا يزال هناك ٣٣ من خيرة ابناء العسكرية المصرية بدون لقب شهيد -- هؤلاء الذين اغتيلوا علي متن طائرة مصر للطيران القادمة من الولايات المتحدة الامريكية منذ ١٤ عاما , ثم جري اغتيالهم مرة اخري علي يد نظام الرئيس المخلوع وتابعه احمد شفيق , قائد القوات الجوية ووزير الطيران , حين تمت اهانة اسرهم وذويهم بتعذيبهم في دهاليز الحصول علي تعويضات من قاتليهم.

والمؤلم في القصة ان من ذوي الضحايا من لم يحصل علي حقوق الشهداء حتي الآن , مثل ارملة وابناء الشهيد ايهاب نبيل , لكن الاكثر ايلاما ان الضحايا لم يصنفوا رسميا كشهداء حتي الآن.

واترك لكم قراءة سطور من احد بيانات عائلات الضحايا :

تبدا القصة في يوم 31 اكتوبر 1999 حيث كان ذوونا عائدين من الولايات المتحدة الامريكية علي متن طائرة مصر للطيران رحلة رقم 990 طراز بوينج 767 وانتظرنا عودتهم ولكن علمنا انهم لن يعودوا للابد اذ بالطائرة سقطت او اسقطت ولا نعلم حتي الآن سبب تحطمها فقد قيل ان الطائرة دخلت مجال الحظر الجوي وضربت عليها الصواريخ تلقائيا وكان هناك شاهدان -- الماني الجنسية وآخر اردني منعا من الادلاء بشهادتيهما وقيل ايضا انها ضربت بسبب وجود 33 ضابطا مصريا كانوا في مهمة عمل رسمية وبعد ان ادوا تدريباتهم علي اعلي مستوي من الكفاءة تم تفجير الطائرة بهم وقيل ايضا انها لم تسقط ونزلت اضطراريا في قاعدة عسكرية بنيو اينجلاند كما قيل وقيل وقيل -- -- --

ويضيف البيان ' نوضح ان الفريق/ احمد شفيق المرشح الخاسر للرئاسة كان يشغل آنذاك منصب قائد القوات الجوية وان نشرة الاوامر العسكرية السرية لا تبيح سفر اكثر من 6 * 8 ضباط علي طائرة واحدة وعلي الا يكون هناك اكثر من 2 برتبة عميد وللاسف تم خرق التعليمات بسفر 33 ضابطا من خيرة الضباط منهم 7 من ضباط القوات الجوية الذين كان قائدهم الفريق/ احمد شفيق ومنهم 2 عمداء بالاضافة الي عميدين آخرين من اسلحة اخري وقد كنا نعتقد ان الفريق/ احمد شفيق سيحال الي التقاعد في تلك الواقعة ولكن تمت ترقيته الي وزير الطيران المدني ولم يقدم لاسر هؤلاء الضحايا اية حقوق ولم يسع في تلبية طلب ذويهم في منحهم قرار الشهيد مما اهدر كرامة ابنائه ضباط القوات الجوية ' .

واذا كانت سطور هذه المساحة لا تتسع لسرد تعذيب ذوي الشهداء في متاهة مساومات ومقايضات التعويضات , فان المهم هنا ونحن علي بعد ساعات من الاحتفال بيوم الشهيد ان نتساءل : لماذا لم يدرج هؤلاء في قوائم شهداء مصر حتي الآن ؟

السؤال موجه الي رئيس الجمهورية القائد الاعلي للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسي من اسر هؤلاء الابطال الحقيقيين -- فهل من مجيب؟

ليست هناك تعليقات :