حين زار البرادعي اسرائيل و التقى شارون محمود معوض


عندما زار البرادعي اسرائيل -- كتبت عمودا تحت عنوان : ' ليتها لم تتم ' نشر بالاهرام في ٢٩ يوليو ٢٠٠٤ وفيما يلي نص المنشور دون زيادة او نقصان. قلت ' يقينا نحن لا نشكك في سلامة نيات الدكتور محمد مصطفي البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو مصري الجنسية حينما استجاب في سابقة غير مسبوقة لدعوة حكومة ارييل شارون بزيارة اسرائيل في وقت كانت فيه الدولة العبرية في امسّ الحاجة الي تبرير الاحادية النووية في المنطقة وفي وقت يتم فيه تسريع اجراءات محاصرة الملف النووي في ايران -- وكان الدكتور البرادعي _من وجهة نظر اسرائيلية_ هو المنبر الذي استثمرته اسرائيل لاعلان الذرائع التي تجعلها متمسكة بالاستمرار في زيادة عدد الرؤوس النووية التي اصبحت تهدد الآن الشرق الاوسط الكبير وليس الشرق الاوسط الصغير. لم يكن متوقعا ان يتوجه الدكتور البرادعي الي اسرائيل في جولة سياحية يزور خلالها الاماكن التاريخية التي اغتصبتها اسرائيل بالقوة العسكرية وبدعم من الامبريالية الدولية في كل العصور ابتداء من بلفور حتي وعد بوش. واعتقد ان البرنامج السياحي المعد للدكتور البرادعي لم يتضمن زيارة او حتي رؤية البوابة الخارجية للمفاعل النووي في ديمونة.


في حديثه الي الزميل مصطفي عبد الله مدير مكتب الاهرام في فيينا قال الدكتور البرادعي ان تصريحاتي قد تم تحريفها و الحقيقة ان التحريف لم يقتصر فقط علي تصريحاتك -- وانما تم استثمار الزيارة صهيونيا لاعادة النبرة القديمة التي لم يعد يصدقها العالم وهي انها دولة محاطة بالوحوش الكاسرة التي تريد ان تلتهمها فليت الزيارة لم تحدث من الاصل ما دامت الوكالة بلا صلاحيات للتفتيش علي اسرائيل -- ورغم الاعتبارات المعنوية و السياسية التي استهدفها الدكتور البرادعي _ حسب حديثه للاهرام _ الا انها وللاسف كانت الفخ الاسرائيلي الذي فتح بوابة اتهامه بالتعاطف مع دولة ليست فقط خارج نطاق منع الانتشار النووي ولكنها ايضا خارج وفوق القانون ' انتهي.


فقط اردت عزيزي القارئ _ وانت الاذكي و الاصدق في كل الاحوال_ العودة الي الماضي للتاريخ ليس الا. وليس كما يتخيل البعض كي اضع البرادعي في مقارنة مع الرئيس مرسي ، لانه يستحيل ان نعقد مقارنة او مقابلة او حتي مواجهة بين البرادعي وبين اشرف زعيم جاء بعد انقراض عصر الزعماء.

ليست هناك تعليقات :