المطلوب أن نستفيق قبل أن تغير طائرات اسرائيل على مصر


عماد الدين حسين ... غاب العدل وعم الفساد و الاستبداد في سوريا واختلفت الحكومة و المعارضة ثم تطور الامر الي حرب اهلية , فحدثت الثغرة التي نفذت منها اسرائيل , وشنت عدوانها علي دمشق , وستكرره طالما ظلت المعادلة مختلة كما هي.

السؤال : هل السيناريو السوري قابل للتكرار في مصر , بمعني هل يمكن لاسرائيل ان تهاجم مصر عسكريا مستغلة الاستقطاب الحاد فيها؟!.

الاجابة هي نعم , لكن العدوان قد لا يكون فجا كما حدث في الحالة السورية.

فاستمرار الانقسام و التربص بين قوي المجتمع الرئيسية خصوصا التيارين الاسلامي و الليبرالي وتخوين كل منهما للآخر , يعني ان انطلاق المجتمع الي الامام مؤجل , ما يعني بالضرورة مد ايدينا من اجل منحة هنا او قرض هناك , وهو ما لا يمكننا من مواجهة اسرائيل وبلطجتها.

الانقسام في الداخل يعطي اسرائيل امكانية التدخل في شئوننا عبر امريكا واوروبا ومؤسسات التمويل الدولية , وسائل الاعلام الكبري التي يمكنها ان تحولنا الي ملائكة حينا والي شياطين احيانا.

وعند درجة معينة يمكن للتدخل الاسرائيلي ان يصبح عسكريا -- ترك سيناء محتلة من قبل مسلحين لا نعرف هويتهم ومن يقف خلفهم , قد يوفر لاسرائيل فرصة ذهبية لشن هجمات ضد مواقع في سيناء بحجة انها تدافع عن نفسها ضد مطلقي الصواريخ عليها رغم انها قد تكون الراعي الحقيقي لهذه الجماعات.

اسرائيل بدات تعد عمليا لهذه العمليات ووسائل اعلامها تمتلئ بدعوات تطالب بشن هذه الهجمات.

اما اخطر الثغرات التي يمكن ان يتسلل منها العدو فهي محاولات الهاء الجيش او التربص به , وبغض النظر عن صعوبة التفريق بين الحقائق و الاشاعات في هذا الملف الملتبس فان محاولات توجيه السهام من هنا وهناك للجيش لا تصب الا في مصلحة اسرائيل.

نعلم جميعا ان الجيش العراقي انتهي للاسف لسنوات طويلة في ظل الانقسام المذهبي الرهيب , و الجيش السوري يهاجم شعبه بالصواريخ ولا يرد علي العدوان الصهيوني , ولم يبق في المنطقة باكملها الا الجيش المصري تقريبا.

لو كنت مكان اسرائيل لوضعت السيناريوهات المختلفة لتفكيك هذا الجيش لانه الوحيد الذي يشكل خطرا عليها. لكن هل ننوب نحن المصريين عن العدو ونؤدي له هذه المهمة مجانا.

اشغال الجيش في الشان الداخلي وانقساماته , او محاولة التدخل في شئونه الآن , او الحديث الذي صار متكررا عن الميليشيات الشعبية او الحرس الثوري. كل ذلك لا يصب الآن الا في مصلحة اسرائيل بغض النظر عن النوايا الحسنة احيانا لمطلقي هذه الدعوات المشبوهة.

اذا استمر الاستقطاب السياسي بين الحكومة و المعارضة , فقد لا يمر وقت طويل حتي نري لا قدر الله المقاتلات الاسرائيلية تهاجم اهدافا مصرية , وقتها سوف تخترع مليون حجة , ستقول اننا كنا ننوي ان نهاجمها , او اننا نملك اسلحة غير تقليدية او انها تخشي ان تقع اسلحة الجيش في ايدي الجماعات الارهابية او المتطرفة. وللاسف ستدعمها امريكا وستصمت اوروبا جبنا او نفاقا , وسيكتفي بقية العالم بالادانة كما يحدث الآن في الحالة السورية. يا ايها الفرقاء : افيقوا قبل ان نستيقظ علي كابوس اقتحام مقاتلات صهيونية سماوتنا وضرب هذا الهدف او ذاك.

ليست هناك تعليقات :