التيار الاسلامي يدعو للمشاركة في زيارة أمن الدولة و يتعهد بالسلمية

قبل ساعات قليلة من انطلاقات الفعاليات امام المقر الرئيسي لجهاز الامن الوطني ' امن الدولة سابقا ' , دعا الدكتور حسام ابوالبخاري , الناطق باسم التيار الاسلامي , واحد المنادين بزيارة جهاز الامن الوطني , الشعب المصري للمشاركة في الزيارة.
وقال ابوالبخاري , في بيان له اليوم الخميس : ' في ظل عودة جهاز الامن الوطني لممارساته الاجرامية بالاستدعاء و التحقيق و التهديد للمواطنين وترويعهم , بما ينذر بتفريغ ثورة 25 يناير من مضامينها التي قامت عليها , ونادت بها ' عيش , حرية , عدالة اجتماعية ' , فانه قد وجب علي كل مصري حر ان يقف بالمرصاد لهذه الردة عن مبادئ الثورة ' .
واضاف ابوالبخاري قائلا : ' لقد هال الداعون لهذه الفعالية عودة الاجهزة الامنية لاساليبها القديمة في تلفيق الخطابات الاعلامية و البيانات الصحفية علي السنتنا , لتشويه براءة تحركنا السلمي الذي يخلو تماما من اي مظهر من مظاهر العنف الحركي , او اللفظي , او محاصرة المقرات , او اقتحامها ' .
واكد ابوالبخاري ' علي سلمية الفعالية وحضارتها , وانهم يحملون اجهزة الامن المسئولية الكاملة عن تامين المسيرة و المقرات , وعلي السلطة السياسية ان تتحمل مسئوليتها في السيطرة علي هذا الجهاز الذي يصر علي معاداة الشعب المصري , وكانه دولة داخل الدولة ' .
واضاف : ' اننا ندعو شعبنا المصري الحر وفي الصدارة منه الحركات الثورية و القوي السياسية ان يقوم بدوره في التصدي لهذا الجهاز القمعي , وان يضع يده في ايدينا لانهاء عقود مظلمة من القمع و الكبت وانتهاك الحريات ' .
و في سياق متصل , وصف ابو البخاري بيان وزارة الداخلية التي تنفي فيه استدعاء جهاز الامن الوطني , للمنتمين للتيار الاسلامي ب ' البيان الكاذب ' .
و قال ' ابو البخاري ' : ' تم الاتصال بي من قبل مكتب امن الدولة بالشيخ زايد , و الذي اتصل بي هو المقدم , محمد عبد الله , من نفس الرقم الذي كان يتصل بي منه الجهاز قبل ثورة 25 يناير , و هو ' 38273400 ' و قد اتصل الضابط عبد السلام الخولي , من مكتب امن الدولة بمنطقة شبرا , بالشيخ مصطفي البدري , رئيس الدعوة السلفية بالعبور , مشيرا الي ان اتصال الجهاز يتم لاشخاص باعينهم من نفس الارقام التي كان يستخدمها الجهاز قبل اندلاع الثورة , الامر الذي يعني ان شيئا لم يتغير بعد الثورة.
واضاف ابو البخاري : ' ان الاصل في بيانات الداخلية الكذب , فقد انتهكت القانون وحقوق الانسان ' , مشيرا الي ان جهاز امن الدولة اتصل بالعديد من الاسلاميين وغيرهم من قوي اخري في كثير من المحافظات , وهناك بعض السذج من ذهبوا للاستدعاء , وتم التحقيق معهم واخذ معلومات منهم.
واكد الناطق باسم التيار الاسلامي العام , ان اتصال جهاز الامن الوطني ليس متعلقا بالاسلاميين فقط , انما الجهاز يتصل بشباب ثوري وعدد من الفصائل الاخري.
وقال ابو البخاري : ' ان الجهاز انتهك آدمية المصري واهدر حقوق الانسان المصري , ولم يتم التحقيق مع هؤلاء القيادات الذين كانوا يشرفون فيه علي عمليات التعذيب , فمن الطبيعي ان يعود لعقيدة انهم ضد الاسلاميين ' , مؤكدا ان التحرك القادم ضد السلطة السياسية اذا لم يتم التحرك , واخذ الامر بعين الاعتبار نحو هذا الجهاز القمعي ' .
واشار الي انهم سيتوجهون الي ما اسماه , زيارة المقر الرئيسي لجهاز الامن الوطني اليوم الخميس , وسيتم التجمع بعد صلاة العشاء بمسجد رابعة العدوية بمدينة نصر , ثم يتم التحرك نحو مقر الجهاز.
فيما كشف الشيخ محمد عبد المقصود , عضو مجلس شوري العلماء , الداعية السلفي , عن ان اللواء احمد عبد الجواد , نائب رئيس جهاز الامن الوطني , اتصل به , وقال له : ' مستعد للجلوس معكم وبحث الامر لمعرفة من خلف هذا الامر , ومن اتصل بالاخوة ' .
ودعا الشيخ ' عبد المقصود ' , في بيان له مساء امس الاربعاء , جميع الشباب الاسلامي بعدم النزول امام المقر الرئيسي لجهاز الامن الوطني , تحسبا لوقوع اي اعمال شغب , قائلا : ' انا ادعو جميع المصريين , لاسيما الشباب السلفي الي عدم النزول عند الامن الوطني , مضيفا اخشي ان يتحول الامر كاحداث محمد محمود مرة اخري ' .
واضاف : ' امامنا طريق ايسر ان نذهب اليهم , وانا مستعد للذهاب معكم لمقابلتهم , ولاسيما ان اللواء احمد عبد الجواد , نائب رئيس الجهاز , اتصل بي وقال مستعد للجلوس معكم , وبحث الامر لمعرفة من خلف هذا الامر , ومن اتصل بالاخوة , وكما قلت سابقا فرق ما بين الشجاعة و التهور , و الاخذ بالاسباب و النظر في المآلات , فالشجاع غير خائف , و المتهور غير خائف , لكن الفرق بينهما ان الشجاع ينظر الي ما يؤول اليه الامر ' .
ياتي ذلك في الوقت الذي توسطت قوي سياسية للداعين لتنظيم فعاليات امام المقر الرئيسي لجهاز الامن الوطني بمدينة نصر , وذلك للجلوس مع ممثلين من مؤسسة الرئاسة , ووزير الداخلية لطرح الامر عليهما , وعدم اللجوء لتنظيم الفعاليات امام المقر , حسبما اكد الشيخ مصطفي البدري مؤسسة الدعوة السلفية بالعبور.
وقال ' البدري ' : ' رفضنا طلب القوي السياسية لنا وقررنا تاجيل لقاء وزير الداخلية بعد تنظيم الفعاليات امام المقر الرئيسي للامن الوطني بمدينة نصر ' .
وحول بيان وزارة الداخلية الذي نفي اتصال جهاز الامن الوطني ببعض الاسلاميين , قال مؤسس الدعوة السلفية بالعبور , ' ان بيان وزارة الداخلية دليل علي صدقنا فلو كنا كاذبين لم يكن ليهتموا او يبالوا بالامر ' , واصفا بيان الداخلية ب ' الكاذب ' .
واضاف : ' عندما نقول ان امن الدولة اتصل بنا نؤكد بالاسماء وبارقام التليفونات ' , مشيرا الي ان الداعين لتنظيم الفعاليات اتفقوا علي خطوات تامينها حتي لا يحدث اي اعمال خارجة علي الاطار القانوني , وعدم التعدي علي اي منشاة عامة.
ومن جانبه , هاجم حامد مشعل القيادي بحزب الراية , الذي يراسه الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل , بيان وزارة الداخلية الذي تنفي فيه استدعاء جهاز الامن الوطني لبعض الشخصيات الاسلامية , مؤكدا ان جميع تصرفات جهاز امن الدولة تتم في اطار خارج عن القانون , وان نفي الداخلية اتصال الجهاز بالاسلاميين لن يقدم ولا يؤخر من شيء .
و وصف مشعل بيان الداخلية بانه غطاء لممارسات جهاز امن الدولة , مضيفا : ' ان تحرك امن الدولة في هذا التوقيت في اتجاه التيار الاسلامي الثوري , و الذي هو التيار الوحيد الذي يطلق عليه تيار الممانعة , اي الذي رفض اي هيمنة امريكية او غربية علي مقدرات وسياسات الوطن و المنطقة.
واضاف القيادي بحزب الراية _ تحت التاسيس_ من اهداف الجهاز في هذا الوقت استحضار دور امن الدولة علي انه حامي مؤسسة الرئاسة , وتمهيد الاجواء للامريكان في السطو علي الثورة السورية , وتعيين نظام عميل لهم في سوريا , و القضاء علي اي نبتة لتيار اسلامي ثوري يمكن ان يشعل ثورة اسلامية تطيح بكل آمال امريكا في المنطقة ' .
واكد مشعل ان جهاز الامن الوطني مازال يخضع لرغبات الامريكان , رغم قيام الثورة ومازال يستمد عوامل وجوده من امريكا , مشيرا الي ان مؤسسة الرئاسة قد تكون عاجزة في هذه الفترة عن الوقوف في وجه امريكا , لايمانها انها تملك اوراق استتباب السلطة في مصر تحت شروط منها بقاء هذا الجهاز للدعم المعلوماتي , و السيطرة علي تيارات بعينها قد تراها الرئاسة حجر عثرة في هذه المرحلة ' .
وكان مصدر امني مسئول بوزارة الداخلية , اكد علي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام , وعدد من المواقع من دعوة بعض التيارات الاسلامية للتظاهر , احتجاجا علي ما ادعوه من معاودة قطاع الامن الوطني لممارسات جهاز مباحث امن الدولة السابق في ملاحقة الاسلاميين و التضييق عليهم , علي خلفية ما اُشيع ' علي غير الحقيقة ' _بحسب وصف البيان _ من اتصال ضباط القطاع ببعض الرموز الدينية , واستدعائهم وتهديدهم بالقتل.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق