خبير أمريكي يرسم سيناريو أسود ل 30 يونيو : تدخل الجيش لمصلحة المعارضة سيضعه في مواجهة الاسلاميين


حذر معهد واشنطن الامريكي لدراسات الشرق الادني من ان الاحتجاجات القادمة علي الصعيد الوطني في مصر في يوم 30 يونيو , مؤكدا انها لن تنتهي بشكل جيد علي الارجح , في ظل غضب المعارضة المتزايد وموقف الاخوان الذي يميل الي المواجهة.

وتحدثت اريك ترايجر , الخبير بالمعهد في تقرير له علي دورية ' نيو ريبابللك ' الامريكية عن تزايد العداء للاخوان المسلمين حتي في معاقلهم الرئيسية , وقال ترايجر ان محافظة بني سويف تعد احد المعاقل الرئيسية للاخوان , وحصل الاسلاميون فيها علي 14 من 18 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي اجريت في ديسمبر 2011 , كما ذهب ثلثي اصواتها لمحمد مرسي في الانتخابات الرئاسية.

الا ان المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع الذي يدرس في كلية الطب البطري لجامعة بني سويف لم يزر بلدته منذ مارس الماضي عندما رفع نشطاء لافتتات مناهضة للاخوان حول المسجد الذي كان من المقرر ان يلقي فيه ' بديع ' خطبة الجمعة.

ويشير ' ترايجر ' الي ان رد الفعل العنيف ضد الاخوان الذي اجبرت ' بديع ' علي ترك بني سويف , هو نتيجة لاحباط شعبي متزايد فيما يتعلق بالحكم الفاشل للجماعة في مصر خلال العام الاول لمرسي في الحكم , حيث تسببت الازمات في وقع صدامات بين الاخوان و النشطاء المعارضين لهم , وهذا المستوي المنخفض من الاضطراب سيزداد قريبا في 30يونيو , في الذكري الاولي لتولي مرسي الرئاسة , مع تنظيم الاحتجاجات تحت شعار ' تمرد ' .

وتحدث ' ترايجر ' عن حركة تمرد التي تطالب بحسب الثقة من الرئيس مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة , وقال ان ما تطالب به هذه الحملة غير واقعي , فلا اساس قانوني في استخدام استمارات لاجبار رئيس مصر المنتخب علي الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.

وهذا شيء يعترف به منظو تمرد , وهو ما يجعل لديهم هدفا آخر في اذهانهم , وهو توجيه السخط الشعبي ضد رئاسة مرسي الي احتجاجات ضخمة تجبره وتجبر الحكومة التي يهيمن عليه الاخوان بترك السلطة.

و نقل ' ترايجر ' عن احد منظمي تمرد قوله : ' ستندلع الثورة بارقام قياسية , سيجبر مرسي علي ترك السلطة , وبعد ذلك يعين الجيش مجلس رئاسي مؤقت يتالف معظمه من غير الاسلاميين يتولي ادارة اجراء انتخابات جديدة ' .

و يقول ' ترايجر ' ان هذا غير وارد -- فالطريقة الوحيدة التي يمكن ان تطيح بها المظاهرات الرئيس محمد مرسي , هي ان تصبح الامور شديدة العنف بعد 30 يونيو لدرجة تدخل الجيش , دون رغبة منه .

لكن من غير المحتمل ان ينتهي الامر هنا , فتدخل من هذا النوع سيضع الجيش في مواجهة مباشرة مع الاسلاميينن وبعضهم سيستخدم نفس الاسلحة التي كانوا يستعدون لاستخدماما قبل عاما تحديدا عندما اعتقدوا ان المجلس العسكري سيحرم مرسي من الرئاسة , وهذا السيناريو يعرفه الجيش وسيرغب بشدة في تجنبه , وهو ما يبرر ان مرسي سيظل رئيسا لمصر .

و برغم ذلك , يستطرد الكاتب الامريكي قائلا : ' لا ينبغي ان يكون هذا مصدر عزاء لمرسي او الاخوان , لانه بعيدا عن العناوين السياسية , ربما تخرج البلاد تماما عن سيطرتهم , مع اعتزام النشطاء الاعتصام لاجل غير مسمي وربما تحصين انفسهم بايقاف مئات من السيارات في مناطق الاحتجاج المختلفة '  .

و يمضي ترايجر قائلا : ' انه سواء تحققت الارقام التي توقعتها تمرد في هذا اليوم ام لا , وهذا امر لا يمكن معرفته نظرا لان قرار الشخص العادي في الانضمام الي الثورة يرتبط بهذا الوقت , فان الاساس وهو الغضب ضد الاخوان الذي تعكسه خطط الاحتجاجات , المنتشر علي نطاق واسع ' .

و في المقابل , فان الاخوان في حالة انكار تام لهذا , ويتعاملون علي اساس ان مرسي رئيس ناجح تقريبا , ويرون ان الاحتجاجات المقررة تعني ان مشروعهم علي المدي الطويل لبناء دولة اسلامية في مصر يتحقق .

و يري الاخوان ' تمرد ' علي انها مؤامرة من اقلية صغيرة لكن صوتها مرتفع ويريدون كشفها بحشد مضاد اكثر تاكيدا وفي وقت مبكر , حيث يتم تنظيم مظاهرات للاسلاميين في يوم 28 يونيو في كل المحافظات للاحتفال بالعام الاول للرئيس المنتخب شرعيا .

و تحدث التقرير عن مواجهة الاخوان العنيفة لمعارضيهم من قبل حسبما تجلي في احداث الاتحادية في ديسمبر الماضي .

و ختم ترايجر مقاله قائلا : ' ان معظم المصريين يجدون انفسهم عشية مظاهرات حاشدة اخري بين معارضة غاضبة تسعي لثورة جديدة يعتمد نجاحها علي قدرتها علي اثارة فوضي لا مثيل لها , وبين حزب حاكم تصادمي وعاجز تماما يعتبر الآن بعض العناصر السياسية الاكثر عنفا في مصر من مؤيديه الاساسيين , في اشارة الي الجماعة الاسلامية , وايا كان مما سيحدث في 30 يونيو فانه لن ينتهي بشكل جيد ' .

ليست هناك تعليقات :