أمريكا تكلف آن باترسون بارسال تقارير يومية من القوى السياسية عن 30 يونيو و البنتاجون تتواصل مع الجيش مباشرة


أكدت مصادر اعلامية أمريكية , اليوم السبت , ان السفيرة الامريكية لدي القاهرة , آن باترسون تعد تقارير يومية ترسلها لواشنطن تتضمن تصوراتها لما سيحدث خلال مظاهرات 30 يونيو , و التي دعت لها حركة تمرد و جبهة الانقاذ , مشيرة الي ان هذه التقارير جاءت بتكليف من الخارجية الامريكية لباترسون حتي تستطيع ادارة الرئيس باراك اوباما تحديد موقفها من الاحتجاجات الغاضبة من حكم الدكتور محمد مرسي .


و اشارت مصادر سياسية مطلعة الي ان باترسون عقدت خلال الفترة الماضية لقاءات مع شخصيات معارضة و شخصيات اكاديمية , فضلا عن لقائها امس الاول الخميس بالمهندس خيرت الشاطر , النائب الاول للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين , في محاولة منها للتعرف علي خطة كل طرف للتعامل مع مظاهرات و احتجاجات 30 يونيو , و آلية التعامل المحتملة اذا ما خرجت المظاهرات عن السيطرة و صمم المتظاهرون علي مطلبهم برحيل نظام الدكتور مرسي .


و لفتت المصادر الي ان باترسون تبلغ الخارجية الامريكية يوميا بنتيجة اللقاءات التي تعقدها مع القوي السياسية المصرية , و رؤية كل فصيل للاحداث التي تشهدها القاهرة حاليا , و وصفت المصادر التواصل بين باترسون و واشنطن بانه خط ساخن مفتوح طيلة الاربع و عشرين ساعة يوميا , خاصة في ظل تخوف ادارة اوباما من ان تؤدي الاحتجاجات الي تغيير في النظام المصري , دون ان يكون لديها تصور للبديل .

باترسون حرصت خلال لقاءاتها بالقوي السياسية المصرية خلال الساعات الماضية علي ابلاغهم رغبة واشنطن في عدم تحول المظاهرات الاحتجاجية الي حالات عنف , فضلا عن سؤال كل من التقتهم عن رؤيته الشخصية ليوم 30 يونيو .

كما اكدت المصادر آن باترسون مكلفة بالحديث و التحاور مع القوي السياسية , فيما تتولي وزارة الدفاع الامريكية التواصل مع القوات المسلحة المصرية للتعرف علي رؤيتها و موقفها من مظاهرات 30 يونيو .

و من جهة اخري قالت المصادر بان تصريحات السفيرة الامريكية لدي القاهرة بشان رفض واشنطن للحكم العسكري لمصر , و تمسك الادارة الامريكية بالرئيس محمد مرسي , كانت سببا في ازمة بين السفيرة و وزارة الخارجية الامريكية , خاصة انها ادلت بهذه التصريحات دون تنسيق مسبق مع المسؤولين في واشنطن .

و من جانبه قال مصدر مطلع ان مسؤولي السفارة بالقاهرة يحاولون احتواء الازمة التي نشبت بعد تصريحات باترسون التي جاءت علي هامش لقائها مع ممثلين عن احزاب الدستور و المصريين الاحرار و التيار الشعبي و الحركة الوطنية بمركز ابن خلدون , مشيرا الي ان باترسون فاجات العاملين معها بهذه التصريحات , خاصة انها تاتي قبل ايام من احتجاجات 30 يونيو التي لم تقرر الولايات المتحدة موقفها منها حتي الآن .

و اشارت المصادر الي ان باترسون لم تلتزم بما سبق و طالبته واشنطن منها بعدم الادلاء بتصريحات سياسية تظهر دعم الادارة الامريكية لفصيل سياسي عن الآخر , لافتة الي ان الخارجية الامريكية طلبت من باترسون الالتزام بالاستماع لوجهة نظر السياسيين المصريين بشان الاحداث , و عدم ابداء اية مواقف امريكية الا الرغبة في الحفاظ علي سلمية المظاهرات و الاحتجاجات .

و تاكيدا علي حالة الجدل التي احدثتها باترسون في القاهرة و واشنطن , قالت شبكة ' سي ان ان ' في تقرير لها امس بان باترسون احدثت حالة من الغضب بسبب تصريحاتها التي دافعت من خلالها عن العلاقة بين واشنطن و جماعة ' الاخوان المسلمين ' , و دعوتها للجيش المصري بعدم التدخل في الشؤون السياسية , و لقائها الشاطر امس الاول الخميس .


و تناولت ' سي ان ان ' تصريحات باترسون عن الجيش المصري التي قالت فيها بان ' الجيش المصري له علاقات جيدة مع الادارة الامريكية , و كان علي قدر المسؤولية في مرحلة ما بعد الثورة ' , كما اعتبرت ان ' الاهانات التي تعرض لها المجلس العسكري , خلقت حالة من الخوف , و رغبة في الا يضعوا انفسهم في نفس الموقف مرة اخري ' .

و قالت ' سي ان ان ' بان مصدرا عسكريا اكد ان ' القوات المسلحة لا تقبل الضغوط , او التدخل في شؤونها الداخلية من اي اطراف خارجية , بذريعة الديمقراطية ' ,  مشيرا الى ان ' قرار القوات المسلحة للدفاع عن مقدرات الوطن , و تطلعات الشعب المصري , نابع من مبادئ عملها الوطني و انها تلتزم في ذلك بمعايير الشرعية , الا في تعارضها مع ارادة الشعب , و رؤيته نحو التغيير و الاصلاح ' , دون ان يتطرق الي موقف الجيش من الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس محمد مرسي .

و اشارت ' سي ان ان ' الي ان خطاب باترسون بمركز ' ابن خلدون ' للدراسات الانمائية , التي رفضت خلالها احتجاجات المعارضة , بقولها : ' البعض يقول ان عمل الشارع سوف ياتي بنتائج افضل من الانتخابات في مصر __ و لاكون صادقة معكم , فان حكومتي , وانا شخصيا لدينا شك عميق ' , وتابعت بقولها ان ' العنف في الشوارع سيضيف اسماء جديدة علي قوائم الشهداء ' اثارت تلك التصريحات ردود فعل غاضبة من جانب بعض قوي المعارضة و الحركات الثورية , حيث اعتبر ' التيار الشعبي ' ان تصريحات السفيرة الامريكية تُعتبر ' تدخلا مباشرا في الشان الداخلي المصري ' , بينما اتهمها حزب ' الجبهة الديمقراطية ' , بانها ' تحاول اعادة دور المندوب السامي في مصر ' , و الذي انتهي مع انتهاء الاحتلال البريطاني لمصر , بداية النصف الثاني من القرن الماضي.

ليست هناك تعليقات :