اسرائيل تنتظر من المعارضة تحقيق الحلم في 30 يونيو أحمد منصور


لم تشعر اسرائيل بحالة من الرضا و الاستقرار تجاه الاوضاع في مصر منذ قيام الثورة المصرية في 25 يناير 2011 كما تشعر الآن , فالصراع السياسي الحاد بين النظام الحاكم و المعارضة و الحالة الضبابية التي تلف الحالة المصرية تجعل اسرائيل تشعر بارتياح شديد بعدما شكلت الثورة المصرية منذ قيامها حالة من الاضطراب و الخوف داخل صفوف الاجهزة السياسية و الامنية الاسرائيلية لاسيما بعدما جاءت صناديق الاقتراع في انتخابات مجلسي الشعب و الشوري وحتي رئاسة الجمهورية بالاعداء التاريخيين لاسرائيل في مصر و الدول المجاورة لها وهم الاخوان المسلمون.

فالاسرائيليون لم ولن ينسوا دور الاخوان المسلمين في حرب فلسطين عام 1948 وانهم كانوا العدو الحقيقي للعصابات الاسرائيلية في تلك الحرب وان الخسائر الحقيقية للاسرائيليين كانت علي ايدي الاخوان المسلمين , ولم ولن ينسي الاسرائيليون ان العدو الرئيسي الذي يواجههم في فلسطين الآن هو حركة المقاومة الاسلامية حماس التي هي امتداد فكري وسياسي وتنظيمي لجماعة الاخوان المسلمين في مصر.

ومعني ان يكون في مصر نظام داعم لحماس التي تدير قطاع غزة ان اسرائيل في ورطة حقيقية من الناحية الاستراتيجية و العسكرية و الديمغرافية , وان كيانها مهدد بحق حتي وان اعلن النظام في مصر التزامه بكامب ديفيد وان دخلت حماس معها في هدنة , وبالتالي فان ما يجري في مصر لا يمكن ان نقول ان ايدي اسرائيل بعيدة عنه علي الاطلاق وانها المستفيد الاكبر من ورائه , فاسرائيل حتي وهي في ظل معاهدة السلام مع نظام السادات ومبارك كانت تمارس التخريب في مصر بكل الوسائل , بدءا من التجسس ونشر الشائعات و المخدرات و الدولارات المزيفة و الامراض وعلي راسها مرض الايدز الذي تحتل اسرائيل المكانة الاولي في انتشاره عالميا.

كما ان اسرائيل حرصت علي امتصاص خيرات مصر وعلي راسها الغاز الذي تعاني مصر بسبب ندرته الآن فيما تتمتع اسرائيل بخيرات مصر من الغاز رغم اكتشافها آبارا في البحر المتوسط تكفيها حسب تصريحات رئيس حكومتها خمسة وعشرين عاما , الا ان الغاز المصري يصدر لاسرائيل بثمن بخس بينما تشتري مصر الغاز بمبالغ طائلة حتي تدير محطات الكهرباء بها.

اسرائيل تشعر الآن بارتياح شديد من خلال الصراع السياسي القائم بين النظام ومؤيديه و المعارضة التي تهدد بتظاهرات تجبر الرئيس علي التنحي في 30 يونيو القادم , وتطالب باقحام الجيش المصري في الصراع وهو الجيش الذي يهدد اسرائيل في ظل اعادة بنائه مرة اخري و المناورات التي يجريها في كل المجالات و التي كانت قد توقفت لفترة طويلة.

فها هي الثورة المصرية التي شلت كل الاجهزة الامنية و الاستخباراتية المصرية عن التفكير لعدة اشهر دخلت مرحلة الصراع الذي يمكن ان يوفر علي اسرائيل جهودا كبيرة في مواجهة مصر العدو التاريخي و اللدود و المدافع الاول عن حق العرب , ومصر حسب كتابات وتوقعات الخبراء الاسرائيليين تواجه مشكلات اقتصادية و سياسية كبيرة قد تقودها الي الافلاس او الي صراع دموي داخلي علاوة علي معاناتها في ملفات خارجية معقدة كثيرة مثل ملف مياه النيل الذي تلعب اسرائيل دورا كبيرا في ادارته من وراء الكواليس منذ سنوات طويلة , ان ما تقوم به المعارضة المصرية منذ شهر اغسطس الماضي قد صب في تحقيق مكاسب هائلة لاسرائيل لم تكن تحلم بها و حلمها الاكبر تنتظر تحقيقه في 30 يونيو القادم .

ليست هناك تعليقات :