عماد الدين حسين يكتب : هذا ما سيحدث فى يوم 30 يونيو


كلما قابل احدنا شخصا يبادر بسؤاله فورا : ماذا سيحدث يوم 30 يونيو ؟!.

نتذكر ان المصريين كانوا يسالون انفسهم منذ تنحي مبارك وحتي انتخاب مرسي سؤالا واحدا هو : ' البلد رايحة علي فين؟ ' .

الآن معظمنا يعرف الي اين ذهب البلد , وربما بعضنا يعرف ايضا الي اين يمكن ان يذهب اكثر.

هل احدكم يملك اجابة شافية عما سيحدث يوم 30 يونيو او قبلها بقليل او بعدها؟!.

اذا استجاب الرئيس و الاخوان و المعارضة لدعوة القوات المسلحة بتغليب مصلحة الوطن ستنتهي الازمة , و الترجيحات ان بيان الجيش سيهدئ من الازمة كثيرا , اما اذا ' ركب كل طرف دماغه ' فكل الاحتمالات واردة.

في هذه الحالة او السيناريو الكابوسي لا احد يملك الاجابة الشافية , بل ان بعض اجهزة الامن التي يفترض انها تملك المعلومات وخريطة القوي وتحركاتها المحتملة لا تعرف. لكن ربما هناك قوي شيطانية تريد تحويل اليوم الي حفلة دموية , ندخل بعدها في نفق لا نعرف كيف نخرج منه.

كثيرون يفتون ويتحدثون بثقة يقينية عن سيناريوهات محددة , يعتمد معظمها علي شائعات حينا وتمنيات في اغلب الاحيان.

لكن اظن وارجو الا اكون مخطئا ان العامل الرئيسي في تحديد طبيعة يوم 30 يونيو هو حجم الحشد الجماهيري الذي ستتمكن من تحقيقه المعارضه.

المظاهرة الحاشدة للاخوان وغالبية قوي الاسلام السياسي في ميدان رابعة العدوية يوم الجمعة الماضي تعتبر بلغة كرة القدم هدفا مبكرا سجله الاسلاميون في مرمي المعارضة في مباراة الذهاب . و لذلك سيكون يوم 30 يونيو بمثابة مباراة الاياب . و بنفس اللغة فان المعارضة مطالبة اولا ان تحقق حشدا مماثلا علي الاقل بل و ازيد منه حتي لا تلجا الي لعب وقت اضافي , و ربما قاعدة الهدف الذهبي .

اذا قل الحشد عن نظيره الذي تحقق في رابعة العدوية فسوف يكون بمقدور التيار الاسلامي ان ' يفتح صدره ' و يقول انظروا : ' نحن اكثر منهم عددا و اعلي صوتا , فلماذا نترك لهم السلطة ؟! ' .

اذا كان حشد 30 يونيو ضعيفا فان الاطراف الفاعلة محليا و التي لا تزال مترددة سوف تحسم قرارها و تنحاز الي معسكر الرئيس و الاخوان .

و نفس الامر ينطبق علي الاطراف الفاعلة اقليميا و دوليا .

السيناريو الثاني ان تنزل اعداد ضخمة من المصريين الي الميادين الكبري في القاهرة و المحافظات و تظل معتصمة فتصل رسالة الي الرئيس و جماعته بان غالبية الشعب لا يريدونهم . و في هذه الحالة هناك سيناريوهان الاول : ان يستجيب مرسي لمطلب الانتخابات المبكرة او يبقي لكن يُجري تعديلا جذريا في سياساته , و الثاني ان يبقي حتي نهاية فترته , و بالتالي يمكن ان تتطور الامور الي اشتباكات دامية بين المعسكرين .

اذا حدث ذلك ايضا لا قدر الله فان الذي سيحسم الامور هو الطريقة التي ستتصرف بها الشرطة اولا , و هل ستلتزم الحياد فعلا ام تنحاز لطرف ضد آخر ؟!

اما العامل الاكثر حسما و ترجيحا فهو الطريقة التي سيتصرف بها الجيش و ما هي حقيقة ما دار بين مرسي و السيسي قبل بيان الجيش و بعده ؟

في كل الاحوال نحن مقبلون علي ايام صعبة للغاية الا اذا فاجانا مرسي بخطاب قصير يعلن فيه انه قرر اتخاذ مجموعة من القرارات الكبيرة التي تنزع التوتر و تعطي اشارة اساسية بانه صار فعلا رئيسا لكل المصريين .

ليست هناك تعليقات :