كيف تصنع الشائعة و يروج لها في مصر أحمد منصور


صناعة الاشاعات و ترويجها حرفة , فمن الممكن ان تصنع اشاعة لكنك تعجز عن ترويجها , و في مصر يتم صناعة عشرات الاشاعات كل يوم و ترويجها بشكل عالي المستوي , و تتوقف نوعية الشائعات وشكلها علي الجهات و الاشخاص المستهدفين من ورائها . اما الجهات التي تصنع الشائعات وتروجها فانها تتنوع بين اجهزة امنية او احزاب سياسية او صحفيين من الذين يستاجرون لمن يدفع فيصنعون الشائعة ثم يروجونها ويتركون الطرف المتضرر منها ينفي او يسكت , حتي صارت بعض الجهات في مصر و علي راسها الجيش ومؤسسة الرئاسة ليس لها عمل كل يوم سوي نفي الشائعات التي تروج عنها .

و علي سبيل المثال لا الحصر حينما اجتمع الرئيس مرسي مع وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي مساء الاحد الماضي صورت بعض وسائل الاعلام الاجتماع وكانه شبه انقلاب عسكري , ربما تكون الظروف التي تمر بها مصر دعت صانعي الشائعات الي ذلك , كما ان حجم الشائعات التي نشرت بعد الاجتماع لا حدود لها و كثير منها يضر بالامن و الاستقرار في البلاد , و لا نستطيع هنا ان نطلب من صانعي الشائعات ان يكفوا فهذه حرفتهم لاسيما اذا كان من ورائها جهات تلعب في امن مصر واستقرارها ويهمها ان تبقي البلبلة و الاكاذيب و الوقيعة قائمة في المجتمع لخدمة جهات واطراف خارجية او داخلية لا يهمها ان تستقر مصر او تنجح ثورتها او يدخل شعبها مرحلة الانتاج واستعادة مجد مصر ومكانتها , ولعل الرئاسة تتحمل القسط الاكبر من مسئولية سلبية نشر هذه الشائعات بسبب اسلوبها في علاج الازمات التي تمر بها البلاد .

لا يمر يوم دون ان يستهدف الجيش او المؤسسات الامنية بالشائعات , و من يتابع هذه الشائعات يجد ان صناعها يضربون امن مصر القومي بعمق , و اذا راقبنا اداء الجيش المصري خلال العام المنصرم نجد ان عملية اعادة بناء الجيش تجري علي قدم وساق من خلال التدريبات و المناورات واعادة التسليح بعدما ترهل الجيش لسنوات طويلة في ظل مبارك , كما ان الجيش لم يعد يتدخل بشكل مباشر في مجريات السياسة رغم محاولات الساسة الفاشلين جره الي الساحة من جديد , ان حماية جيش مصر هي مسئولية كل مصري وان كل الشائعات و الاقاويل التي تريد النيل من الجيش او جره الي ساحة السياسة مرة اخري وابعاده عن استراتيجية اعادة بنائه مصدرها هو اسرائيل واعداء مصر ومن يروجها فانه يخدم اعداء مصر ويجب ان يحارب المصريون الشائعات وان يتفرغوا لبناء بلدهم , يكفي ان الذين حكموا مصر خلال الستين عاما التي سبقت الثورة اخرجوها من الوجود وهمشوا دورها في كل المجالات , وقد كانت مصر علي مدار التاريخ منارة للعلم و الثقافة و المعرفة و الحضارة , وآن لشعب مصر ان يعيد لمصر ما كانت عليه , وان يحارب الاشاعات وصانعيها , الشعوب المنتجة العاملة لا مجال للشائعات في حياتها , اما الشعوب الفارغة فانها تصنع الشائعات و تعيش في اوهامها حتي تبقي بعيدة عن صناعة الحياة , و شعب مصر ليس كذلك و لن يكون , و جيش مصر يجب ان يبقي مصونا حتي يتفرغ لحماية البلاد من المكائد و المؤامرات .

ليست هناك تعليقات :