نادر بكار يكتب الرقص على جثة الوطن


الحشد و الحشد المضاد . العنف و العنف المضاد , القتل علي هويةٍ و سمتٍ اسلامي امام تحريضٍ سبق و لايزال مستمرا ضد المخالفين ورميهم بالكفر و النفاق -- . كلها مقدمات ٌمنطقية لنتيجة كارثية يعلم الجميع حتمية وقوعها اذا استمرت عجلة الفتنة في الدوران لا يوقفها عاقل .

نعم -- . من حق الملايين ان تخرج للتعبير عن رايها المعارض للنظام يوم 30 يونيو طالما التزمت سلمية الاداء ومن حقها الا يزايد احد ٌعلي وطنيتها فضلا عن الا يزايد علي دينها او ان يسارع في اتهامها بالنفاق .

و من حق مؤيدي الرئيس كذلك ان يختلفوا مع هؤلاء في رايهم ويسلكوا مسلكا مغايرا طالما التزموا بدورهم كف الاذي عمن خالفهم .

و من حقنا ايضا بل من واجبنا ان نحذر هؤلاء وهؤلاء من ان يكون الهرج يوم 30 يونيو هو سيد الموقف بحيث لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قُتل -- . من واجبنا ان نذكر الجميع بحرمة سفك الدماء المعصومة سواء اكانت لمسلمين او لمسيحيين -- -- من واجبنا ان ندق ناقوس خطر الفوضي الشاملة التي لن تبقي ولن تذر .

تصريحات منصة الجمعة الماضية جمعة الحادي و العشرين من يونيو سكبت مزيدا من الوقود علي نار الفتنة بدلا من ان تكتفي بالتظاهر السلمي الذي نعتبره احد اهم مكتسبات الثورة -- . اتت لتستفز مشاعر العدوانية عند عموم الشعب المصري الذي احس بالغربة داخل وطنه .

و كان الاكثر اثارة للاستهجان هو استمرار ابتذال الشريعة للحد الذي تُصبح به اداة تهديدٍ وترويع للبسطاء ٍ علي السنة من يدعون انتماء للدعوة الاسلامية .

التغطية علي سياسات ادارية ٍفاشلة بزعم الدفاع عن الشريعة سلوكٌ يدل امَّا علي عصبيةٍ جاهلية خلقها فهم ٌمغلوط ٌ يعتبر الاشخاص و الجماعات منزهين عن الخطا نزاهة الاسلام نفسه , او هو تعمدُ دغدغة مشاعر الملايين لاستخدامهم مطية لتثبيت نظامٍ حكم ٍلا شرعا طبق ولا فتنة واد .

لا يظنن احد ٌ انه لو حدث اقتتال ٌبين ابناء الوطن فان ثمة فائزا يستطيع حسم النزال لصالحه -- . بل الامر المؤكد انه ان يجد من بقايا الوطن الا جثة هامدة ليرقص عليها ابتهاجا بنصرٍ زائف مزعوم .

ليست هناك تعليقات :