صورة مصر من الداخل و الخارج قبل 30 يونيو


فراج اسماعيل ... الصورة في الخارج مختلفة عنها كلية في الداخل. المصريون المهاجرون تكاد قلوبهم تقتلع فزعا ورعبا خوفا علي بلدهم من 30 يونيه. الاعلام الخارجي ينقل بالعدوي عن قنوات الليل بمدينة الانتاج الاعلامي او بالتهويل المقصود ان مصر تحبس انفاسها انتظارا لما يسفر عنه ذلك اليوم. القاهرة لا تشعر احدا بذلك. تتنفس طبيعيا وتسهر كعادتها وتمتع زائريها بما عرفوه عنها. مقاهٍ وشوارع مزدحمة وعربات الفول في الصباح و المساء وفي النهاية تنام علي يقينك القديم بانها اجمل بلاد الدنيا. تتعسر ولكن بعد كل عسر يسرا. تمرض ولكنها كالفارس الذي امتلا جسمه بالسهام و النبال ومع هذا يابي ان يترجل. حقا الموضوعات كثيرة و الاحداث لا تتوقف وتلك طبيعة عاصمة كبيرة تغوص بالبشر علي مدار الساعة. قلب نابض ودماء تجري بالحيوية التي تظهر اعراضها الصحية في الاختلاف و الجدال و الآراء المتعددة. عاصمة كهذه لا تحبس انفاسها ابدا لانها لا تخشي الزوال ولانها مدينة لا تذبل. تجدد شبابها وتكرر صباحها وتنتظر ليلها. 30 يونيه مجرد حدوتة اعلامية من الخيال مثل حواديت الف ليلة وليلة. وتمرد ليست سوي قصة تلوك فيها قنوات ليل وصحف صفراء من غير وجود حقيقي في الشارع. عشت في الخارج نصف عمري ولكني لم اجد اجمل من مصر ولا احلي من ليلها ولا امتع من زحامها وضجيجها. بلد لا يغادر قلوب اهله وزواره لا يخشي عليه فهو الباقي و المتآمرون عليه زائلون. هو المنصة العالية وغيره اقزام. الجديد انك تعيش مصر وسوريا في كل شارع. تشهد تلاقي دمشق قلب العرب النابض مع القاهرة قلب العرب الثائر. دمشق واخواتها من المدن السورية كانها انتقلت الي مصر انتظارا للعودة المظفرة الي ارض الحضارة و التاريخ. الحق ان هذه ليست المرة الاولي التي اكتشف فيها ان الاعلام الليلي تمكن بالباطل من تسويد حياة مصر خارجيا. في كل زيارة كنت اخرج بالنتيجة نفسها. الآن تاكد لي انهم كاذبون مفترون حتي النخاع فهي ما زالت بلدا آمنا رائعا قويا صلبا لان ناسها من طراز آخر. ما زالت بلدا عصيا علي الحرق و التدمير لانها انجبت بشرا بنوا اعظم حضارة في التاريخ ومن يبني لا يعرف الهدم ومن يجلس عملاقا فوق ابرز عجائب الدنيا السبع لا ينزل الي الارض ولا يقزم نفسه ولا يهدم حضارته.

ليست هناك تعليقات :