أحمد منصور يكتب : تحالف أطفال الشوارع و البلاك بلوك


اصبحت جماعات البلاك بلوك واطفال الشوارع هما الذراع الضاربة لمعظم التظاهرات الفوضوية التي تجري في مصر ضد الحكومة و النظام , وجماعات البلاك بلوك سبق ان اشرت في مقال سابق الي جذورها التي تتعلق بتاسيسها من قبل الموساد الاسرائيلي حتي تكون ذراعا للتمرد ضد الحكومات الغربية في اوروبا و الغرب ثم امتدت الفكرة لتنتشر في دول كثيرة من العالم وهي تضم الشباب الغاضب و الناقم علي المجتمع و الحكومات في هذه الاقطار.

وقد نشرت تقارير عديدة عن ان جماعة البلاك بلوك في مصر قد تم تاسيسها في الاشهر الاولي لقيام الثورة المصرية من خلال عمليات الاختراق التي تمت في هذه المرحلة لاجهزة استخبارات كثيرة في ظل غياب الدولة المصرية وانتشار ما يسمي بجماعات المجتمع المدني , حيث تم اختيار بعض الشباب الناقم و الغاضب ليكونوا نواة لهذه الحركة , وتم تسفيرهم الي لبنان وصربيا وبعضهم الي صحراء النقب في اسرائيل للتدريب علي تجنيد الشباب الغاضب وادماجه في حركة البلاك بلوك , وقد نجحت الايدي الخفية في تجنيد مئات الشباب في جماعات البلاك بلوك في معظم محافظات مصر سواء بمعرفتهم بمن يقف وراء الحركة واهدافها او لاسباب شخصية تتعلق بغضبهم علي النظام ونقمتهم عليه او ظروفهم الاجتماعية.

اما اطفال الشوارع , فانهم نتاج لنظام مبارك الفاسد علي مدي ثلاثة عقود , ورغم ان منظمة اليونيسيف تشير الي ان اعداد اطفال الشوارع في مصر هي ما بين ستمائة الف الي ثمانمائة الف طفل الا ان دراسات اجتماعية اشارت الي ان اعدادهم وصلت الي مليون طفل ' اي جيش كامل من الغاضبين علي المجتمع و الناقمين علي النظام ايا كان هذا النظام , وايا كان من يحكم ' ويتسم معظم هؤلاء بالعدوانية وعدم الانتماء للمجتمع , ولان مؤسسات الرعاية الاجتماعية في مصر التي يبلغ عددها 73 مؤسسة فشلت في استيعاب هؤلاء , فقد تحولوا الي اداة للتخريب لصالح من يدفع ومن يجيد استخدامهم , ويبدو ان المخربين الذين يستهدفون امن مصر واستقرارها قد قسموا جيوش الفوضي هذه الي عدة اقسام , تحالف يضم البلاك بلوك وجانبا من اطفال الشوارع وهؤلاء يعملون طوال الوقت في محيط فندق سميراميس و السفارة الامريكية و المنطقة السياحية الحيوية لتدمير السياحة و الاستقرار.

وجانب يضم اطفال الشوارع مع البلاك بلوك مع البلطجية مع جانب من عمال اليومية , وهؤلاء يدخلون في اطار المواجهات الاخطر التي يتم استخدام السلاح فيها , علاوة علي المولوتوف , وغالبا ما سيشكل هذا الجيش الذراع الضاربة في التظاهرات التي يجري الاعداد لها في 30 يونيو الجاري وهذا الجيش الفوضوي الذي يزيد مجموعه علي مليون مصري يتم دعمه من جهات كثيرة ومعظمه يحركه المال و النقمة علي المجتمع و النظام , ان هذا الشعب الذي ضحي من اجل ان تنجح ثورته في 25 يناير يتم خداعه الآن من قبل مجموعة من اصحاب الاهواء الشخصية و المنافع المادية الذين لا يملكون سلطة حقيقية علي الشارع لكنهم ياملون من خلال الفوضي وجيش الفوضي الغاضب ان يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه من خلال صناديق الانتخابات لكن وعي الشعب سوف يفشلهم في 30 يونيو كما افشلهم في محاولاتهم اليائسة طيلة الشهور الماضية منذ اغسطس الماضي وحتي الآن.

ليست هناك تعليقات :