مصدر عسكري يوضح تصريحات السيسي : ليس لمصلحة أي فصيل و هدفها منع الانزلاق نحو العنف و الفوضى


شهد الفريق اول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة , وزير الدفاع و الانتاج الحربي , تخريج دورات جديدة من اكاديمية ناصر العسكرية العليا , بشقيها ' كلية الدفاع الوطني ' و ' كلية الحرب العليا ' في اطار حرص القيادة العامة علي دعم التاهيل الاكاديمي لقادة وضباط الجيش المصري.

من جانبه قال مصدر عسكري مسئول ان موقف القوات المسلحة واضح وغير قابل للمزايدة او التاويل سواء من قوي النظام الحاكم او المعارضة , مشيرا الي ان الرسالة التي وجهها الفريق اول عبد الفتاح السيسي الاحد الماضي , كانت لكافة القوي في مصر من اجل الاصطفاف و النجاة بها الي بر الامان بدلا من الاقتتال و الصراع .

و اوضح المصدر , ان القوات المسلحة لن تتخلي عن دعم و مساندة الشعب المصري مهما كانت الظروف و التحديات خلال الفترة الراهنة , و سوف تقف الي جواره , تدافع عن حقوقه المشروعة , و تساند تظاهراته السلمية , قائلا : ' كل فصيل سياسي في المجتمع المصري فسر تصريحات الفريق اول السيسي علي الوجه الذي يخدم اغراضه ومصالحة , الا ان عبارات القائد العام للقوات المسلحة كانت واضحة , ولا تصب في صالح اي فصيل , وكانت دعوة متجردة من اي ميول سياسية لطرف علي حساب الآخر , حيث فسرت قوي النظام الحاكم تصريحات وزير الدفاع علي انها وقفة شرسة من الجيش لمساندة نظام جماعة الاخوان المسلمين ضد القوي الثورية التي تعتزم التظاهر , يوم 30 يوينو , واعتبرها المعارضون , من جبهة الانقاذ و الحركات المعارضة وبعض الاحزاب , علي انها دعوة لمساندتهم كمعارضين لسياسات الحكم , في حين ان الدعوة كانت من اجل ان يتوقف الطرفان سواء الرئاسة او المعارضة عن المراهقة السياسية و المصالح الضيقة التي يسعون اليها واعلاء كلمة الوطن , وعدم الدخول به الي دوائر من الصراع لا تنتهي ابدا , وتهدد بدورها الامن القومي المصري.

واشار المصدر الي ان القوات المسلحة سوف تؤمن المنشات و الاهداف الحيوية للبلاد خلال تظاهرات 30 يونيو القادم , مثل محطات الكهرباء و المياه و البنك المركزي و السجون وقناة السويس , مجلسي الشعب و الشوري وبعض المنشات الاثرية الهامة التي يخشي من الاعتداء عليها ولن تقبل باي حال اي محاولات للاعتداء علي المتظاهرين السلميين , وذلك انطلاقا من دورها الوطني في الحفاظ علي الشعب المصري ومقدراته الاساسية .

واوضح المصدر , ان ما تردد عن اجتماع الفريق اول عبد الفتاح السيسي بالرئيس مرسي قبل تصريحات السيسي عار تماما عن الصحة , حيث وصل السيسي الي مقر رئاسة الجمهورية في تمام الساعة الخامسة عصرا , وتم نشر البيان علي الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري الساعة الخامسة الا عشر دقائق , نافيا ان يكوت هناك اتفاق مسبق بين الرئيس مرسي و الفريق السيسي قبل اصدار التصريحات , مشيرا الي ان القائد العام للقوات المسلحة التقي ضباطه في تمام الساعة العاشرة صباحا بمسرح الجلاء وفق لقاء دوري مخطط , نظمته ادارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة , وقال خلاله كافة التصريحات التي اذيعت بالصوت و الصورة في كافة الصحف ووسائل الاعلام وتناقلتها وكالات الانباء المحلية و العالمية.

واضاف المصدر : ' حاولت صحيفة الجارديان , امس , تاويل تصريحات الفريق السيسي من خلال القول بانها تصب في صالح الرئيس مرسي و النظام الحاكم , مشيرا الي ان تلك الصحيفة لها تاريخ طويل من التقارير المشبوهه و التي تحمل توجهات تستهدف تشويه القوات المسلحة و النيل من علاقتها التاريخية بالشعب المصري العظيم , وعلي وسائل الاعلام الوطنية و الاعلاميين الشرفاء تجنب مثل هذا الخلط في الامور وتزييف الحقائق وتفويت الفرصة علي المغرضين , الذين يرغبون في توظيف الاحداث لتحقيق اهداف مشبوهة ' .

واكد المصدر , ان مسئول قطاع الاخبار بالتليفزيون المصري حاول منع تصريحات الفريق اول السيسي من العرض في التليفزيون المصري , واقترح علي مذيعي النشرة تغيير الكلمة من خلال عبارات تؤكد ان الجيش المصري علي الحياد ولن يتحاز لفصيل علي حساب الآخر , الا ان المعدين و المذيعين داخل قطاع الاخبار رفضوا توجيهات رئيس القطاع , واخبروه ان نشرة الخامسة مساء لن تذاع حال تغيير تصريحات الفريق اول السيسي وهو ما دفعه الي عرضها كاول خبر افتتاحي للنشرة.

ولفت المصدر الي ان اجتماع الرئيس مرسي مع مجلس الامن القومي مساء الاثنين تناول طبيعة الاوضاع خلال احداث تظاهرات 30 يوينو القادم , واستعدادات الدولة لمواجهة تحديات الفترة القادمة , حال تصاعد اعمال العنف ضد النظام خلال الفترة القادمة , مشيرا الي ان مجلس الامن القومي يضم في عضويته وزير الداخلية ومدير المخابرات العامة وعدد من الوزراء.

كان الفريق اول عبد الفتاح السيسي قد اكد في تصريحات علي هامش لقائه مع عدد من ضباط الجيش الاحد الماضي بان القوات المسلحة علي وعي كامل بما يدور في الشان العام الداخلي دون المشاركة او التدخل , لانها تعمل بتجرد وحياد تام , وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم , وهناك حالة من الانقسام داخل المجتمع , واستمرارها خطر علي الدولة المصرية , ولابد من التوافق بين الجميع , ويخطئ من يعتقد ان هذه الحالة في صالح المجتمع , ولن نظل صامتين امام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه.

واوضح السيسي , ان ارادة الشعب المصري هي التي تحكم القوات المسلحة وترعاها بشرف ونزاهة , ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها , ولا يمكن ان نسمح بالتعدي علي ارادة الشعب , وليس من المروءة ان نصمت امام تخويف وترويع اهالينا المصريين , و الموت اشرف لنا من ان يمس احد من شعب مصر في وجود جيشه , و القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول في المعترك السياسي , الا ان مسئوليتها الوطنية و الاخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع او الاقتتال الداخلي او التجريم او التخوين , او الفتنة الطائفية , او انهيار مؤسسات الدولة , وانطلاقا من دورها تدعو الجميع دون اي مزايدات لايجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها , ولدينا من الوقت اسبوعا ما يمكن ان يتحقق خلاله الكثير , وهي دعوة متجردة الا من حب الوطن وحاضرة ومستقبله.

ليست هناك تعليقات :