بيان دول حوض النيل يتجاهل أزمة سد النهضة و جنوب السودان يقرر تأجيل التوقيع على عنتيبي


تجاهل البيان الختامي لاجتماع دول حوض النيل ازمة سد النهضة الاثيوبي , حيث اصدر وزراء المياه بدول الحوض بيانا ختاميا مساء امس عقب انتهائهم من الاجتماع ال 20 لمجلس وزراء مياه حوض النيل , و الذي عقد في جوبا بجنوب السودان , رحبوا فيه بعودة دولة السودان الي مبادرة حوض النيل مرة اخري بعد فك تجميد انشطتها بمبادرة الحوض و المتوقفة منذ يونيو 2010 , عقب توقيع دول منابع النيل علي اتفاقية عنتيبي .

و طالب البيان الختامي لوزراء مياه حوض النيل مصر بالعودة مرة اخري الي مبادرة حوض النيل وممارسة نشاطها اسوة بالخرطوم لحل النزاعات و الخلافات القائمة بين دول المنبع و المصب , بعد ان اوقفت مصر و السودان المشاركة في تمويل ميزانية المبادرة , لحين الوصول الي آلية قانونية جديدة للتعامل في ظل التوقيع المنفرد علي اتفاقية عنتيبي.
وشهدت الجلسة الختامية لاجتماعات مجلس وزراء مياه النيل , تسلم ' جوبا ' رئاسة الدورة الجديدة للمجلس الوزاري طبقا للحروف الابجدية , كما شهدت الاتفاق علي خطة عمل مبادرة حوض النيل المظلة الحالية للتعاون بين دول الحوض خلال العام المالي الجديد 2013_2014.

وتم استعراض جهود شركاء التنمية و المانحين لاستمرار الدعم لانشطة المبادرة , التي جمدت مصر و السودان انشطتهما فيها بعد اعلان دول المنابع عن توقيعهم للاتفاقية الاطارية المعروفة باتفاقية عنتيبي , علاوة علي مناقشة الموقف الحالي لمشروعات التعاون علي مستوي الرؤية المشتركة , وعلي مستوي الاحواض الفرعية ' النيلين الشرقي و الجنوبي ' في اطار مبادرة حوض النيل , وكذلك خطة العام القادم لانشطة المبادرة , و الميزانية المقترحة للسنة المالية الجديدة.

من جانبها اكدت مصادر مشاركة في الاجتماع ان جوبا اجلت توقيعها علي الاتفاقية الاطارية المعروفة باتفاقية عنتيبي الي موعد لم يتم تحديده بعد , وذلك لوجود مشاكل قانونية لديهم.

واشارت المصادر الي ان وزارة العدل في جنوب السودان ستقوم بدارسة هذه المشكلة , ومن ثم عرضها علي مجلس الشعب لديهم قبل ان يتم التوقيع عليها , وذلك لقناعتهم بانها السبيل الوحيد و الافضل للتعاون بين دول حوض النيل .


كما حثت اثيوبيا امس دول حوض النيل بالتصديق علي الاتفاقية الاطارية المعروفة باتفاقية عنتيبي , و التي تم توقيعها في عام 2010 , و رفضتها القاهرة و الخرطوم و الكونغو لتهديها الحصص المائية لهم .

و من بين الدول الست المطلة علي النيل , التي وقعت اتفاق الاطار ' اثيوبيا و بوروندي و كينيا و رواندا و تنزانيا و اوغندا ' , و صدقت اثيوبيا علي الاتفاقية منتصف يونيه , و لم توقع جنوب السودان لاسباب قانونية لم تعلنها حتي الآن و ايضا الكونغو الديمقراطية .

و ترفض مصر و السودان هذه الاتفاقية , التي تلغي اتفاقيتي عام 1929 , وكذلك عام 1959 , و التي تنص علي تحديد حصة مائية لمصر مقدرة ب55.5 مليار متر مكعب من المياه و للسودان ب 18.5 مليار متر مكعب .

من جانبه قال اليمايو تننجو وزير المياه و الطاقة الاثيوبي , ان بلاده لن تسمح بان تتحكم دول بعينها في مياه النيل , ويكون لها اليد العليا عليها , مشيرا الي ان هذا التحكم لن يحقق الاستقرار و التنمية لخدمة المصالح المشتركة لباقي دول حوض النيل .

و اضاف في كلمته ان هناك نموا سكانيا في بلاده , و هذا النمو يجب ان يصاحبه مشروعات تنمية في كل المجالات حتي يتمكنوا من محاربة الفقر .

و قال وزير المياه و الطاقة الاثيوبي , ان مجلس النواب الشعبي الاثيوبي اعاد النظر في الاتفاقيات , التي ابرمت خلال الاستعمار , حيث لم تكن معظم دول حوض النيل قد نالت استقلالها , وانه تم التصديق علي الاتفاقية الاطارية التعاونية لدول حوض النيل و المعروفة باسم اتفاقية عنتيبي , وانها خطوة هامة لتحقيق الاستخدام العادل لمياه النيل مشيرا الي ان اثيوبيا اصبحت اول دولة تصدق علي هذه الاتفاقية , في حين وقعت اوغندا و كينيا و بوروندي و تنزانيا و رواندا علي هذه الاتفاقية الاطارية لكنها لم تصدق عليها حتي الآن .

و قال ان اتفاقية عنتيبي تدعو الي اقامة مفوضية لمياه النيل لدي تصديق برلمانات ست دول علي الاقل من الدول المطلة علي النهر , وان هذه المفوضية ستكون مكلفة بمراقبة الاستخدام العادل لمياه النيل لتؤكد علي التطبيق العادل لحقوق ومهام الدول الموقعة , كما ان هذه الاتفاقية الاطارية تعد اول معاهدة متعددة الاطراف تم التفاوض عليها بشكل ناجح برعاية مبادرة حوض النيل .

و ناقش الاجتماع الوزاري التقرير الخاص بمشروعات النيل الجنوبي الخاصة بالربط الكهربائي , و الدراسات الخاصة بمشروع سد روسرومو , ومشروعات التنمية الزراعية المطرية , وكذلك الدراسات الخاصة بتاثير التغيرات المناخية علي الموارد المائية بالنيل الجنوبي , وكيفية التعامل معها خاصة ان مصر لم تشارك في اجتماعات النيل الجنوبي منذ تجميد نشاطها لاكثر من عامين , و كذلك الاجتماعات الفنية للنيل الشرقي .

ليست هناك تعليقات :