عماد الدين حسين يكتب عن زيارته لاثيوبيا و تجوله في شوارع أديس أبابا


في اللحظة التي انتهت فيها مباراة اثيوبيا وجنوب افريقيا بفوز الاولي بهدفين لهدف نزل مئات الآلاف من المواطنين الي شوارع العاصمة اديس ابابا.


في هذه اللحظة شاء حظي ان اكون في قلب العاصمة في سيارة دبلوماسي مصري ومعي الزميل جمعة حمدالله من ' المصري اليوم ' في طريقنا من المطار الي فندق شيراتون.


الجماهير كانت تغني وترقص منتشية بالفوز الذي جعلهم مثلنا يصعدون الي التصفيات النهائية المؤهلة لكاس العالم. يرقصون ويغنون. سالت الدبلوماسي هل ممكن ان يعرفوا اننا مصريون؟ , فرد غالبا نعم لان رقم سيارات البعثة المصرية يكاد يكون معروفا لكثيرين في اديس ابابا.


عندما وصلنا الي شارع بولي رود وفي نفس المكان الذي تعرض فيه حسني مبارك لمحاولة الاغتيال كانت الاعداد تتزايد وتكاد تسد الطريق , كنا نرفع ايدينا ونشير باصابعنا بعلامة النصر لمشاركتهم فرحتهم.


غالبيتهم كانوا يردون التحية. اخرجت الكاميرا وبدات التقط صور الفرحة. ردود فعل الناس كانت ايجابية لكن شابا في العشرين من عمره مد يده وحاول سرقة الكاميرا فتمسكت بها وفشلت المحاولة.


في هذه اللحظة شعرت بالخوف وسالت مرافقي هل ما حدث امر عادي؟ فنفي وقال ان غالبية الشعب ودودة.


في الطائرة الخاصة الصغيرة التي اقلت الوفد برئاسة وزير الخارجية محمد كامل عمرو علمت بحادث الاعتداء الذي تعرض له احد الدبلوماسيين المصريين حيث تم ضربه حتي فقد الوعي تماما ورغم ذلك ظل المعتدون يركلونه لولا ضوء سيارة مواطن اثيوبي مر صدفة.


المهم اغلقنا نوافذ السيارة وظللنا نبادل الاثيوبيين اشارات التشجيع حتي وصلنا الفندق.


بعد ذلك بساعة واحدة قابلت حكمنا الدولي محمد فاروق ومساعديه في منزل السفير المصري محمد ادريس.


وعلمت ان بعض المشجعين الاثيوبيين وجههوا عبارات تهديد لمحمد فاروق اذا لم يفز فريقهم بالمباراة.


من حسن حظنا ان الفريق الاثيوبي قدم اداء طيبا وفاز وصعد. قلت لحكمنا الدولي انه كان يمكن ان يتسبب اختيارك لادارة هذه المباراة في ازمة دولية لولا انك ادرت اللقاء بصورة طيبة.


مقر سكن السفير المصري داخل السفارة التي يكاد يكون مقرها الاكبر بين كل السفارات تقريبا. هذا القصر المنيف و الممتلئ خضرة واشجارا اهداه الامبراطور هيلاسلاسي الي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عندما كانت علاقات البلدين في عصرها الذهبي.


السفير محمد ادريس الذي وجد نفسه في قلب العاصفة منذ اندلاع ازمة سد النهضة قال ان التواجد المصري في اثيوبيا ليس قليلا , وفي شهر واحد جاء الي اثيوبيا 26 وفدا واقل شهر ياتي 15 وفدا وفي ليلة واحدة كان هناك سبعة وفود داخل السفارة ولكن ذلك لا يصل الي الاعلام المصري. شاركته الراي وقلت له المهم ان يصل هذا النشاط الي الاثيوبيين و الاهم كما علق الوزير هو نوعية الوفود و المردود الذي تحققه ثم داعب الوزير السفير بانه سيحصل علي علاوة اذا وصل عدد الوفود الي ثلاثين شهريا.


هناك اجماع اننا جميعا اجرمنا في حق افريقيا عموما وبلدان حوض النيل خصوصا -- و السؤال هل سنظل نكرر ذلك ام نبدا التفكير بطريقة عملية؟


ليس متصورا ان تؤدي الزيارة الحالية لوزير الخارجية الي حل كل المشاكل لكن يمكنها ان تكون بداية جيدة.

ليست هناك تعليقات :