تقرير أممي يحذر من خطورة انتشار سرطان القولون في مصر

حذرت دراسة حديثة من انتشار سرطان القولون في مصر , قائلة ان هذا النوع من السرطان في مصر هو الاكثر فتكا وتدميرا من اي مكان آخر , واوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها الامم المتحدة علي موقع ' ايرين ' , اليوم السبت , ان سرطان القولون او المستقيم يصيب الشباب في مصر اكثر كثيرا مما هو في اوروبا او الولايات المتحدة , علي نقيض ما كان معروفا من قبل.
ورغم الدراسات الوفيرة علي هذا النوع من السرطان داخل المجتمعات الاوروبية و الامريكية الشمالية , فان الباحثين لم يكشفوا الكثير عن اسباب ارتفاع المعدلات غير الطبيعية من سرطان القولون و المستقيم في مصر , ويشير التقرير الي بعض الحالات التي تم كشفها في مراحل متاخرة في مصر , فما بين عامي 2002 و2012 تم تشخيص 412 حالة اصابة بسرطان القولون و المستقيم علي يد الدكتور احمد جادو الذي يشير الي ان ربع مرضاه كانوا اقل من 40 عاما , وهي النسبة الاعلي كثيرا مما هو عليه في اوروبا و الولايات المتحدة.
فبينما نسبة الاصابة بهذا النوع من السرطان عالية , فانه نسبة اصابة الشباب هناك بهذا المرض تتراوح بين 2_6 في المائة -- ووفقا للجمعية الامريكية لابحاث السرطان , فان 90 في المائة من الحالات الجديدة في امريكا مصابة باورام القولون في امريكا , فيما ان 94 في المائة من الوفيات تحدث عند سن 50 عاما فاكثر.
ويقول ' جادو ' ان المرضي شباب متزوجون ولديهم اطفال , مما يضاعف آثار هذا المرض مجتمعيا , مضيفا : ' انها كارثة للاسر ' .
ووفقا لدراسات اوروبية , فان ما يجعل هذا الاتجاه اكثر اثارة للقلق هو ان اثار المرض تكون اكثر سوءا علي المرضي الاصغر سنا , فبشكل عام فان المرضي تحت سن 30 عاما معرضون لخطر الموت في غضون خمس سنوات بحوالي ثلاث اضعاف عن اولئك الذين يتجاوز عمرهم ال 50 عاما.
ووفقا لدراسة نشرت في المجلة الدولية للسرطان عام 1997 , فان 35 في المائة من اجمالي 1600 مريض مصاب بسرطان القولون و المستقيم في اربعة مستشفيات مصرية كانوا تحت سن ال 40.
وبشكل عام فان معدل الاصابة في امريكا اعلي كثيرا من مصر , فلقد اظهرت دراسة لاتحاد الشرق الاوسط للسرطان , استنادا الي بيانات تم جمعها بين عامي 1999 و2001 , ان سرطان القولون شكل 4.4 في المائة من حالات السرطان في مصر , بمعدل اصابة 6 حالات بين كل 100 الف حالة , ذلك بالمقارنة ب 32 حالة بين كل 100 الف مريض امريكي.
وتشير الدراسة التي تنشرها الامم المتحدة الي انه سرطان القولون لا يتم تشخيصه سريعا في مصر , ويرجع ' جادو ' السبب الي مجموعة من القضايا الثقافية وقلة الوعي حتي بين الممارسين.
ويشير الي ان غالبا ما يلجا المريض للطبيب بعد عام من حدوث نزف مستقيمي , ونادرا ما يجري متابعة للمريض . ويشير الي اهمية منظار القولون كفحص اكثر عمقا , غير ان عدد قليل من المرضي الذين لديهم تاريخ عائلي للاصابة بالسرطان , يوافقون علي القيام به كاجراء وقائي.
ويضيف ان الممارسين العامين يخطئون في كثير من الاحيان , في تشخيص النزيف ودائما لا ينصحون المريض بالتوجه الي الاخصائيين , ويؤكد ان قليلا من المتخصصين لديهم الكفاءة الكافية لاجراء منظار القولون.
ويشير ' ايرين ' , الموقع التابع للامم المتحدة المختص بالشئون الانسانية , الي ان هناك ازمة معرفة في مصر , اذ يعتقد ان بها اعلي معدلات الاصابة بسرطان القولون في سن الشباب , في العالم , فيما حاولت عدد قليل من الدراسات فهم افضل لهذا المرض.
ووفقا لرنا ابو النجا , باحث في مجال الامراض غير المعدية بمنظمة الصحة العالمية , فان البيانات الشاملة حول السرطان في مصر محدودة , وهذا يشير في حد ذاته الي نقص الابحاث الخاصة بالمرض في مصر.
وتوضح انه علي الرغم من ان الحكومة المصرية لديها سجل عن السرطان , لكن البحث ليس ممثلا للبلد باكمل , فالبيانات السنوية عن المرض تقوم علي اساس التناوب بين المحافظات , وعلي سبيل المثال , فان بيانات التسجيل لعام 2008 لا تغطي سوي محافظة اسوان علي الحدود السودانية , وتغطي بيانات 2010 محافظة دمياط.
وبشكل عام , ترتبط مخاطر الاصابة بسرطان القولون و المستقيم بعدد من العادات الغذائية واسلوب الحياة , بما في ذلك , تناول الكحول بكميات كبيرة و اللحوم الحمراء و المصنعة , وتناول الآلياف و الفواكه و الخضراوات بشكل اقل , ونقص المغذيات الدقيقة ولاسيما السيلينيوم و الحديد وفيتامين ' د ' وكذلك نقص النشاط البدني و السمنة.
وتشير احدي النظريات الي ان هذه العوامل تتضافر معا لخلق فائض من السعرات الحرارية , بما يؤدي الي البدانة ومقاومة الانسولين وفرط سكر الدم و الالتهابات و الاكسدة , مما قد يؤدي الي تليف خلايا القولون التي تقود الي السرطان علي المدي الطويل.
وتقول ' الدراسة ' ان النظام الغذائي للمصريين تغير مع اعتيادهم علي الوجبات السريعة التي يحصلون عليها حتي من خلال التوصيل المنزلي , كما ان اسلوب الحياة الاكثر انشغالا ونقص الحدائق العامة و البنية التحتية الرياضية يعني زيادة حجم الخصور المصرية في الحضر.
ووفقا لاحصاءات عام 2010 التي جمعها المعهد الوطني للتغذية فان 20 في المائة من المراهقين و55 في المائة من الذكور البالغين و75 في المائة من الاناث البالغين في مصر , اما يعانون من زيادة الوزن او السمنة.
ويخلص تقرير ' ايرين ' بالقول ان الاسباب الكامنة وراء الظهور المبكر للقولون و المستقيم , تحديدا , لا يزال غير واضح. لكن الخبراء يبحثون في الادوار التي تقوم بها الاستعدادات الوراثية او التعرض لعوامل بيئية , مثل استخدام المبيدات الحشرية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق