التفكير الطفولي من مراهقي السياسي في لقاء موسى و الشاطر عماد الدين حسين


سناخذ وقتا طويلا حتي يتعود الناس وبعض مراهقي السياسة علي ان لقاءات المتخاصمين السياسيين شيء طبيعي , بل وطبيعي جدا.

من غرائب تفكيرنا المختل ان نتقبل ان بعض المسئولين في ادارة الرئيس محمد مرسي سواء في وزارة الخارجية او الاجهزة الامنية يجلسون مع مسئولين صهاينة , لكننا نندهش اذا جلس عمرو موسي مع خيرت الشاطر.

اللقاءات السرية جزء اصيل من لعبة السياسة , ونحن هنا لا نناقش هل هي صحيحة ام خاطئة , مبدئية , ام انتهازية , نحن نتحدث عن توصيفها بانها طبيعية.

قبل ذهاب انور السادات الي القدس في 17 نوفمبر 1977 التقي مسئولون مصريون كبار منهم كمال حسن علي الذي كان رئيسا للمخابرات ومعه حسن التهامي بمسئولين اسرائيليين في المغرب , ثم التقوا مرات في بوخارست عاصمة رومانيا عندما كان يحكمها نيكولاي تشاوسيسكو.

قبل الاعلان عن اتفاق اوسلو رسميا بين اسرائيل و الفلسطينيين عام 1993 التقي مسئولو الجانبين في العاصمة النرويجية لشهور. وقتها كانت اسرائيل تصنف منظمة التحرير باعتبارها ارهابية , و الاخيرة لا تعترف بها , اللقاءات تمت من وراء ظهر الجميع بما فيهم امريكا ومصر.

اذن الطبيعي ان السياسيين يجلسون معا خلف الابواب وبعيدا عن العيون الفضولية لاجهزة الاعلام بحثا عن حلحلة وطرق للخروج من الازمات.

ومن عبث التفكير المهيمن علي ساحتنا الآن ان كثيرا من المعارضين يقولون ان الاخوان هم الذين يحكمون , لكن عندما يجلس الشاطر او اي قيادي اخواني مع احد المعارضين يسارع البعض بالتساؤل الاستنكاري -- باي صفة يجلس الاخوان مع السياسيين؟!. واقع الحال الذي نعيشه ان الاخوان يحكمون مصر , نعم الاخوان اي الجماعة , التي تدير بدورها حزب الحرية و العدالة , وهي التي تؤثر بصورة او باخري علي القرارات المصيرية لرئاسة الجمهورية واي انكار لهذا الامر مضيعة للوقت.

غالبية المراقبين و المطلعين علي بواطن الامور يعرفون ان الجماعة وعلي راسها المهندس خيرت الشاطر لهم كلمة مهمة ومسموعة في تقرير الامور داخل البلاد وفي المنطقة الآن.

اذا سلمنا بهذا الامر فعلينا ان نفكر بالمنطق , وعلي جبهة الانقاذ وبقية المعارضة ان تجلس مع قادة الجماعة لتبحث معهم القضايا المصيرية للبلاد.

عمرو موسي لم يرتكب جريمة بجلوسه مع الشاطر , ربما كان مهما ان يتم الامر بالتنسيق مع قادة المعارضة , وتكون الجلسة لها جدول اعمال حتي لا تكون نتيجة اللقاء هي شق صف المعارضة , وهنا يمكن الاختلاف مع موسي في الطريقة وليس في المبدا نفسه.

جماعة الاخوان من جهتها بدات تلمح وتسرب بانها جلست مع قادة كثيرين في الانقاذ , بل وانها تلقت طلبات محددة بان تجلس معهم علي مستوي الخبراء في داخل مصر وخارجها.

مرة اخري وبغض النظر هل تم ذلك او لم يتم , فليس عيبا او جريمة.

الجريمة الحقيقية ان ننعزل ونتقوقع ونركز في الشكليات فقط , بدلا من مناقشة جوهر القضايا.

يا من تهاجمون عمرو موسي او الشاطر الآن , سوف يجلس الطرفان ان آجلا او عاجلا معا علي طاولة واحدة , قد تكون سرية ثم يكشفها الاعلام , وقد تستمر سرية ولا نعرف بها الا من كتب التاريخ بعد عشرات السنين.

الاعداء يتقاتلون ثم يجلسون علي طاولة مفاوضات واحدة , فما بالكم بابناء الوطن الواحد؟!

ليست هناك تعليقات :