أحمد منصور يكتب : تمرد خارج الصندوق و رافض للانتخابات و الديمقراطية


يبقي صندوق الانتخابات هو الحكم النهائي لكل الذين ارتضوا ممارسة الديمقراطية او الشوري الملزمة , وهناك زعامات عالمية كثيرة صنعت التاريخ و الحضارة لبلادها , لكن الشعب اعلن عن رفضه لها عبر الصندوق , وقد سبق ان ذكرت كيف ان شخصيات كانت تحظي بحجم كبير من الرضا في بلادها سرعان ما سحب الشعب ثقته منها , وضربت مثلا بتركيا كيف ان نجم الدين اربكان كان يحظي بنسبة 29 في المائة في الانتخابات التي شكل فيها حكومة ائتلاف مع تانسو تشيلر لم يرض الشعب عن ادائه بعد ذلك فمنحه 2 في المائة فقط في الانتخابات بعد ذلك , وكيف ان بولنت اجاويد رئيس الوزراء التركي السابق كان الشعب قد منحه 27 في المائة لكنه حينما لم يرض عن ادائه منحه بعد ذلك منحه 1.5 في المائة فقط , وهذا الامر حدث في بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية رغم ان ونستون تشرشل هو الذي جلب النصر للبريطانيين في الحرب الا ان الشعب تخلي عنه في الانتخابات واختار غيره , ومعظم الحكومات التي تاتي بعد ثورات او انتفاضات لانها ترث ميراثا ثقيلا فان الشعب سرعان ما يغيرها في الانتخابات التالية , ورغم ان رجب الطيب اردوغان نقل بلاده الي مصاف الدول المتقدمة الا ان جزءا من الشعب حينما ثار عليه قال لهم ' الانتخابات بعد سبعة اشهر ويمكنكم اسقاطنا عبر الصندوق وليس عبر الفوضي في الشوارع ' , لذلك فان ما يحدث في مصر منذ شهر اغسطس الماضي 2012 هو شيء يتجاوز كل الممارسات الديمقراطية ويدخل في اطار ممارسات تحمل كثيرا من علامات الاستفهام و التعجب , لعلي عبرت عن انتقادي لاداء الرئيس محمد مرسي عبر عشرات المقالات خلال الاشهر الماضية , لاؤكد هنا عدم رضائي عن الاداء السياسي لمن يحكم , وربما الارث الثقيل وعدم الخبرة و التحديات الداخلية و الخارجية تلعب دورا في هذا الاداء لكن ما تقوم به المعارضة المصرية ان كان هناك معارضة بالمفهوم السياسي للكلمة يؤكد ان هناك من يخطط من وراء الكواليس ويدفع بالمخلصين من ابناء الشعب الي اتون الفوضي , بعد شهرين فقط من تولي الرئيس محمد مرسي السلطة بدات سلسلة من محاولات اسقاط النظام خارج اطار الصندوق , عبر اغلاق ميدان التحرير وبث الفوضي و الاضرابات المتتالية وقطع الطرق ومحاصرة قصر الاتحادية ومحاولة اقتحامه اكثر من مرة , وتواطؤ جهات من النظام القديم في الدولة مع اطراف داخلية وخارجية كلها تعمل علي عدم استقرار مصر حتي ذكر ان حجم ما تم ضخه من اموال من اجل صناعة هذه الفوضي بلغ ستة مليارات من الدولارات , اين هو ذلك الرئيس في اي مكان في العالم الذي استطاع خلال عام من الحكم ان ينقل بلاده من مستنقع الفساد المالي و الاداري و السياسي الي حالة الاستقرار و النمو؟ اين هو ذلك الرئيس الذي يواجه بعد شهرين من اختياره حركات تعرقل مسيرة الدولة في الشارع وتقوم بالهجوم علي القصر الرئاسي ومؤسسات الدولة لدفعها للتمرد ثم يتهم بالفشل مع ماكينة اعلامية فاسدة ومحرضة؟ ان الحكم علي اي رئيس يكون بعد انتهاء مدة رئاسته عبر الصندوق ليقول له الشعب احسنت فيعيد انتخابه او اسات فينتخب غيره اما دفع البلاد للفوضي عبر التمرد خارج الصندوق فانه جريمة بحق الوطن يجب علي كل المخلصين مواجهتها ووضع حد لها.

ليست هناك تعليقات :