تباين بين مصر و اثيوبيا في قراءة تقرير اللجنة الثلاثية

مصر تقول أن السد له تأثير سلبي و أن على الجانب الاثيوبي ادخال تعديلات عليه ... و الجانب الاثيوبي ينفي و يؤكد أنه التقرير أكد أن سد النهضة لا يمس بحصة مصر من مياه النيل 


وسط ترقب شعبي و تكتم حكومي‏ ,‏ استقبل وزير الموارد المائية و الري د‏.‏ محمد بهاء الدين صباح امس‏ ,‏ اعضاء الوفد المصري‏ ,‏ الذي شارك في اجتماعات اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة‏ .‏

و قد تلقي الوزير نسخة من التقرير النهائي للجنة , التي تضم مصر و السودان و اثيوبيا . حيث من المنتظر رفعه الي رئاسة الجمهورية و رئاسة مجلس الوزراء , لاتخاذ قرار سياسي بشانه .

و حسب مصادر مصرية فان التقرير النهائي يؤكد وجود اخطاء في تصميمات السد , و ان اللجنة اوصت باجراء تعديلات في التصميم الحالي , و ان اثيوبيا وافقت بالفعل علي التعديلات المقترحة , كما اوصي التقرير بتغيير و تعديل ابعاد و حجم السد قبل الشروع في التنفيذ , و وضع جدول زمني يوضح ايرادات نهر النيل علي مدي الاعوام ال 60 عاما القادمة .

و تضمن التقرير كذلك , ضرورة عمل دراسات استكمالية للتاكد من سلامة و زيادة معدل امان السد لازالة المخاوف السودانية من امكان انهياره , فضلا عن الاتفاق علي عدم اعلان تفاصيل التقرير النهائي علي الراي العام في الدول الثلاث الا بعد اعطاء الوقت الكافي للحكومات لمناقشة ودراسة التقرير , و شددت اللجنة علي اهمية الحوار المباشر حول النتائج و التوصيات و الملاحظات الفنية التي ابدتها اللجنة .


و كانت اللجنة الثلاثية , التي ضمت ايضا عددا من الاستشاريين الدوليين , قد تم تشكيلها قبل اكثر من عام , و بدات عملها رسميا في الثامن من مايو من العام الماضي, حيث عقدت ست جولات من المباحثات, واحدة بالقاهرة واخري بالخرطوم و رابع باديس ابابا , كما قامت باربع زيارات ميدانية لموقع السد غرب اثيوبيا .

و في اديس ابابا , اكد السفير المصري في اثيوبيا محمد ادريس , ان وفد الخبراء المصري في اعمال اللجنة الثلاثية ادي مهمة وطنية بقدر عال من المسئولية , مشيرا الي ان موقف مصر قوي و انها قادرة علي الحفاظ علي امنها ومصالحها المائية قبل و بعد عمل اللجنة .

و شدد علي ان الفترة القادمة ستشهد العديد من الاتصالات السياسية رفيعة المستوي بين الدول الثلاث, لبحث سبل المضي قدما بما يحقق المصالح المتبادلة للاطراف الثلاثة.


وفي مدينة يوكوهاما باليابان, قال السفير علاء الحديدي الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء, ان الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء, شدد خلال لقائه رئيس الوزراء الاثيوبي هيليماريام, علي هامش مؤتمر التيكاد, علي عدة مبادئ اساسية فيما يتعلق بازمة السد, اهمها التعهد الاثيوبي بعدم الاضرار بحصة مصر من مياه النيل.


ومن ناحية اخري, طالب التيار المدني بمجلس الشوري, بعقد جلسة طارئة يوم10 من الشهر الحالي لمناقشة ازمة السد الاثيوبي, بحضور رئيس الجمهورية.


واكدت مصادر دبلوماسية ان التقرير النهائي للجنة الثلاثية سيعرض علي اللجنة العليا للمياه خلال اليومين القادمين.


ونفت المصادر صحة ماتردد عن ان التقرير يشير الي التهام سد النهضة30 في المائة من حصة مصر في مياه النيل.


وقد الغي وزير الموارد المائية سفره الي اليابان لمتابعة انشطة اللجنة الثلاثية. وعلي صعيد آخر, ذكرت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك, ان السلطات الاثيوبية اعتقلت الصحفي الاثيوبي مولوكين يتسفاهون, الذي يعمل بصحيفة اثيومهيدار, عند اجرائه مقابلات مع اشخاص تم اخلاؤهم قسرا من منازلهم واراضيهم بالمنطقة التي يجري بها انشاء السد.

اكدت وزارة المياه و الطاقة الاثيوبية ان لجنة الخبراء الثلاثية المعنية ببحث آثار سد النهضة الاثيوبي رفعت تقريرها النهائي الي حكومات اثيوبيا , و السودان , ومصر.

واضافت الوزارة في بيان بثه موقع التليفزيون الاثيوبي الرسمي امس ' السبت ' ان التقرير يظهر ان تصميم السد يستند الي معايير وقواعد دولية , وانه سيقدم مزايا للدول الثلاث ولن يتسبب في ضرر كبير لكل من دولتي المصب مصر و السودان.

واشارت الي ان لجنة الخبراء و التي تضم خبراء من مصر و السودان واثيوبيا اضافة الي استشاريين دوليين , اقترحت اجراء تقييم اضافي حول الآثار المحتملة لسد النهضة , وقدمت افكارا مقترحة من شانها ان تساعد في تحقيق استفادة افضل لدول الحوض من السد.

وذكر البيان ان اللجنة عبرت عن تقديرها لمبادرة اثيوبيا بانشاء اللجنة في مسعي لبناء الثقة مع دولتي المصب , مؤكدا ان الحكومة الاثيوبية ستُقيم بعناية هذا التقرير الذي اعدته لجنة الخبراء وستُيسر اجراء مناقشات تعاونية للعمل مع دولتي المصب من اجل تحقيق المزايا المشتركة.

ونوه ان الصلات الودية و القوية مع دول حوض النيل , وكذلك العلاقة القائمة علي اساس المنافع المشتركة بشان مسالة النيل ستستمر , مشيدا بالتعاون الذي ابدته حكومتي دولتي المصب , وكذلك لجنة الخبراء , وآخرون ممن قدموا الدعم من اجل نجاح هذا التقييم.

ليست هناك تعليقات :