الجمود و المجهول و انتظار رسائل من خارج الحدود مرفوض


حلمي الجزار ... تتواصل جلسات الحوار الوطني تحت رعاية الدكتور محمد مرسي , رئيس الجمهورية , وبادارة موثوق بها من السيد المستشار محمود مكي , الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية , واغلب الظن ان جموع الشعب المصري تتمني ان يثمر هذا الحوار عن نهاية للمعاناة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية , وبشيء قليل من المنطق كان يمكن لاهل الحوار علي اختلاف انتماءاتهم ان تشجعهم تلك الرغبة الشعبية علي المشاركة الجادة و الفعالة في الحوار , وكان يمكنهم ان يعملوا علي انجاحه ثم يستثمرون ذلك النجاح في التواصل مع الجماهير لكسب ثقتهم , خاصة ونحن مقبلون علي انتخابات تشريعية جديدة يخطط كل حزب ان يخوضها ويخرج منها بنصيب وافر من مقاعد مجلس النواب .

غير ان هذا لم يتحقق , فما زالت مكونات مهمة للمعارضة لم تشارك حتي الآن في هذا الحوار واكتفي بعض منها بارسال اقتراحاته وملاحظاته الي المشاركين في الحوار , وتمني المستشار محمود مكي ان تاتي هذه الفصائل المعارضة للمشاركة مذكرا اياهم بلقاءات تجمعهم مع بعض الاجانب , كانه يريد ان يقول : هل الحوار مع الاجانب احب الي هذه الفصائل المعارضة من حوارهم مع بني وطنهم الذين ينتمون الي اتجاهات سياسية اخري ؟

المتامل في هذا المشهد قد يدور بخلده سؤال منطقي مؤداه ان الفريق الداعي للحوار و المشارك فيه عليه ان يشجع بشكل عملي الفريق الرافض , وياتي بعد ذلك سؤال منطقي آخر : ما نوع التشجيع الذي يمكن ان يساعد مقاطعي الحوار للمشاركة فيه ؟

كنت اتمني ان يستجيب الداعون الي الحوار لبعض المطالب الجوهرية التي يريد الفريق الآخر تضمينها في قانون انتخابات مجلس النواب . لان ذلك يفتح باب الامل لمقاطعي الحوار ان بامكانهم الفوز بنصيب معقول من مقاعد مجلس النواب القادم , وحتي الآن لم يتم ذلك , فهل لمجلس الشوري ان يستدرك هذا الامر ويتولي هو تحقيق هذا التشجيع .

و من الجهة الاخري يعتبر منطقيا ومقبولا ان ترسل فصائل المعارضة ممثلا او اكثر لعله يستطيع ان يبعث برسالة تقدير لمن دعا وشارك في الحوار , لانه وببساطة يمكن استنباط ان عملية المقاطعة فيها قدر كبير من الاستهانة بالحوار وبالمشاركين فيه , فضلا عن انها تحمل رسالة سلبية الي افراد المجتمع الذين يتمنون اتفاقا او وفاقا طال انتظاره. وان قبلت فصائل المعارضة بالاقتراح فلها ان تختار من بين اعضائها اكثرهم حكمة وتعقلا , فقديما قيل : ' اذا كنت في حاجة مرسلا وانت بها كلفٌُ مغرمُُ فارسل حكيما ولا توصه -- ' .

و علي كل مهتم باحوال الوطن وبهذا الحوار ان يجتهد في اقتراح حزمة من الافكار تشجع هذا الفريق او ذاك . لان حالة الجمود مرفوضة , وحوار تغيب عنه بعض الفصائل المعارضة هو حوار منقوص قد يساهم في ايجاد انواع اخري من بذور الفرقة و التشرذم. فيا ايها المصريون اجمعون , المتحاورون منكم و المقاطعون , وكذلك المراقبون , هيا لنتحرك جميعا ليشجع بعضنا بعضا علي الحوار , فذلك اجدي وانفع من انتظار المجهول او انتظار النصائح المخلصة او المتربصة قد تاتي من خارج حدود الوطن .

ليست هناك تعليقات :