الفصل الاول للمسرحية بدا يوم الجمعة الماضي حينما ارتكبت قيادات المعارضة المصرية جريمة كبري في حق الشعب المصري بعد تحرك بعض هؤلاء علي راس مسيرات الي قصر الشعب وبعدما حرضوا علي الحرق و القتل فقتل شاب وجرح آخرون وتم حرق مكتب الحرس في القصر واشتعال النيران داخل الحدائق , بعدها هرع هؤلاء علي شاشات الفضائيات و المواقع الاخبارية ليعلنوا براءتهم من العنف رغم رعايتهم له , وهنا سقطت ورقة التوت عن الجميع واصبحت فضيحتهم مدوية , وبعد ان تواري هؤلاء ينكشف الستار في الفصل الثاني من المسرحية عن طوق النجاة الذي قدمته الشرطة لهؤلاء المفلسين حينما اعتقلت شخصا وعرته وسحلته امام قصر الشعب وقالت في البداية انه اطلق خرطوشا في وجه احد كبار الضباط الذين كانوا يدافعون عن القصر كما كان يشارك في القاء قنابل المولوتوف علي القصر , وسواء خلع المعتقل ملابسه او قامت الشرطة بتجريده منها وسحله فقد تمكن احد الاشخاص من تصوير المشهد وارساله الي وسائل الاعلام التي تركت كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب و الوطن وجعلت العرض المسرحي الوحيد علي مدار الساعة علي كل الشاشات وكل الصفحات وكل المواقع الاخبارية من اجل التغطية علي الفضيحة الكبري للسياسيين و الاعلاميين الموتورين هو مسرحية ' المسحول ' .
لا شك ان الشرطة ارتكبت جريمة كبيرة بحق مواطن حتي لو كان مدانا بالمشاركة في حرق القصر واطلاق خرطوش علي وجه ضابط , ولكن اسلوب التجارة بعرض هذا الشخص و الابتزاز الرخيص الذي مارسه الاعلاميون و السياسيون للدولة ولجهاز الشرطة بشكل خاص جعل جهاز الشرطة يقع في اخطاء متتالية , فبدلا من نشر الحقيقة ايا كانت , اخذ جهاز الشرطة يتخبط تحت ضربات الابتزاز الاعلامي و السياسي , واصبحت القضية التي ملات صفحات الصحف و المواقع الاخبارية وساعات البث علي مدار الساعة في الفضائيات المصرية طوال الايام الماضية هي قضية المسحول وقد تحولت من قضية الي مسرحية هزلية , في هذا الفصل من المسرحية يظهر صناع الاكاذيب علي كل اركان خشبة المسرح وهم يعملون بجد من اجل تحويل المسحول الي احد ابطال الثورة بل ان بعضهم دعا ان يكون ايقونتها في هذه المرحلة , وهم في قمة النشوة يظهر المسحول فيخذلهم جميعا حيث يؤكد ان الشرطة قد قامت بحمايته من المتظاهرين , فاسقط في ايدي تجار الاعراض ويغلق الستار حيث يفتح مرة اخري في فصل جديد علي صناع الاكاذيب وهم منقسمون الي فريقين فريق يهاجم الشرطة بضراوة وآخر يتهم المسحول الذي خذلهم بالجبن و الرضوخ لضغط الشرطة , ثم يظهر علي المسرح ابناء المسحول وزوجته وعائلته حيث اصبحوا نجوما في وسائل الاعلام فيدلي كل منهم بدلوه في المسالة ويتحولون الي ابطال , هنا يدخل المسحول خلال هذا العرض علي الخط فيسب ويلعن ابناءه واقاربه علي شاشات التلفزة بعدما اتهموه بانه خضع لابتزاز الشرطة , فيقول لابنته علي الهواء ' انت هتكدبي ابوك يا بنت الكلب ' وهنا يصل المشهد لذروته حيث يدخل جيران المسحول في المشهد , وكذلك زملاؤه في العمل الذين عمل معهم لانه يعمل ' مبيض محارة ' ثم ' اتحاد عمال اليومية ' ولا ادري لماذا لم يذهب الافاقون الذين يديرون المسرحية الي المقاولين الذين عمل معهم المسحول او اصحاب البيوت التي قام بالمشاركة في بنائها , ثم يذهبوا الي مسقط راسه في الصعيد ليلتقوا مع زملاء الطفولة لاسيما وان احد العناوين الكبري في احدي الصحف ' الصعيد يغلي من اجل الثار للمسحول ' .
اي تعاسة يعيشها الشعب المصري صاحب الثورة العظيمة بسبب هؤلاء المخادعين و الافاقين الذين يديرون المشهد الاعلامي و السياسي , و الذين يسحلون الشعب المصري كل يوم منذ قيام ثورته وحتي الآن ثم يديرون هذه المسرحية العبثية ليخفوا جرائمهم بحق الشعب و البلد -- لك الله يا مصر.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق