من سيحكم مصر بعد سقوط مرسي ؟
محمود معوض ... بادئ ذي بدء -- هذا العنوان لا يعني ان مرسي سقط او ان سقوطه اصبح امرا مفروغا منه او ان مغادرته للقصر اصبحت مسالة وقت لا اكثر -- بعد ان تحول قصر الرئاسة الي مرمي نيران العنف من قنابل الغاز الي المولوتوف و العبوات الحارقة و الشماريخ بل وصل الامر الي محاولة اقتحام بوابات القصر وتسلق اسواره -- لكن المشهد الوحيد الذي بدد مشاعر القلق علي حياة الرئيس وهي البقية الباقية له هو حارس الرئيس العملاق من ذوي الملامح الرادعة الذي ظهر مع الرئيس بعد صلاة الجمعة ويكاد لسان حاله يقول : افعلوا ما شئتم مع الرئيس لكن اياكم ان يقترب منه احد -- و المثير ان هذا الحارس الذي يعد الرجل الوحيد في الدولة الذي يدافع عن الرئيس من قلبه هو نفس الحارس الذي ابعد الرئيس يده بعيدا عندما حاول الفصل بينه وبين الجماهير. في جامعة القاهرة. ويبقي السؤال ماذا بعد مرسي؟ من هو الرئيس البديل؟ هل البرادعي؟ ام حمدين؟ ام عمرو موسي؟ ام شفيق , ام العسكر منفردين؟ او متحالفين مع المدنيين و الاسلاميين الذين يعارضون الاخوان؟ وهناك نغمة جديدة يروج لها الاعلام المشبوه و الخادم للدولة العميقة بعد عودة ظهور الجنرالات علي شاشات التليفزيون التي تستقبل مداخلات لمواطنين يقولون : نحن لا نريد مرسي , ولا نريد المعارضة -- نحن لا نثق الا في قيادات الجيش وانا اري ان شفيق هو الاحق بخلافة مرسي وشفيق لم يعد يخيف القوي الثورية الجديدة التي اعلنت علنا تضامنها ليس مع رجال مبارك فقط وانما مع مبارك نفسه -- شفيق جدير بان يكون الوريث ليس لانه الوصيف فقط وانما لان رجاله ورجالاته في الدولة هم الذين فتحوا باب الامل في اسقاط مرسي -- لم يكتفوا بالشروع في اسقاط الديمقراطية عن طريق اسقاط الرئيس , وانما وضعوا الشعب كله امام خيارين لا ثالث لهما اما اسقاط مرسي او حرق مصر ولا اعتراف بارادة الشعب -- تخيلوا ما يمكن ان يفعله ورثة مرسي في مصر وشعبها -- تخيلوا المزايدة علي المواطن المسحول اهم من حياة المواطن المقتول الذي شاءت الاقدار ان يقتل في ذات الوقت لم يتحدث عنه احد -- الشهيد النقيب محمد محمود عليان من القوات الجوية قتله ثلاثة من المجرمين بعد محاولة سرقة سيارته بالقوة -- لتختلط دماء الضحايا من المدنيين مع العسكريين . و الفضل لجبهة الخراب .
كل سيناريوهات ما بعد مرسي اجمعت علي استبعاد راي الشعب خاصة وان الشعب في مصر الآن شعبان شعب وهو الاغلبية يرضي ضميره في الصندوق , وشعب آخر ينحي ضميره جانبا من اجل جيبه فهو يعمل ' متظاهر ' باليومية و السعر اعلي امام الاتحادية , و النقل بالميكروباصات المجانية -- واذا جاز لي ان اقول ما اعتقد انه حقيقة يؤيدها الشعب فانا اقول ان الخليفة الوحيد الذي يصلح لان يكون البدل للرئيس مرسي هو الرئيس مرسي .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق