فصيل يريد البناء سلميا و آخر خبيث يهدم بعنف ! هاني صلاح الدين



اصبح من الواضح لجميع المصريين , في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر , اننا امام تيارين احدهما مصمم علي استكمال مشوار الثورة بطريقها السلمي , الذي كان من اهم عوامل نجاحها , واسقط الطاغية , وجعلت العالم ينبهر بها , وفصيل آخر مصمم علي الزج بنا في غيابات العنف واستهداف النظام الديمقراطي بمخطط عدم الاستقرار , ونشر الفوضي في عرض البلاد وطولها , مستغلين حماس بعض شباب الثورة , وذلك علي امل اسقاط هذا النظام المنتخب الذي له ظهير شعبي قوي يعلمه الجميع.

وقد اثار الفصيل الثاني المصمم علي العنف غضب كل المصريين , الذين توحدوا خلف مطلب واحد للرئيس , وهو مواجهة هؤلاء بحسم القانون , وعودة هيبة الدولة , ومواجهة مخطط نشر الفوضي بكل قوة , فالمرحلة دقيقة وحرجة , ونحتاج فيها الي استقرار , يمهد الطريق لاصلاح اقتصادي , اصبح من اهم واجبات هذه المرحلة , فالاوضاع المعيشية للمصريين تحتاج لقفزات سريعة , تنقذنا من تردي الاحوال , وتحقق العدالة الاجتماعية , وترفع المعاناة عن بسطاء هذا الوطن , فالثورة لم تقم الا لتحقيق شعارها ' عيش * حرية * عدالة اجتماعية ' , وان لم تكن جهود السياسيين معارضين او مؤيدين وسيلة لرفع المعاناة عن المصريين , فذلك الجهد عبث , وحرث في الماء.

ومازالت متحيرا فيمن يقومون في كل فعالياتهم باستهداف مؤسسات الدولة , وجر الشرطة لمواجهات عبثية , و الدخول اخيرا في مواجهات مع الجيش في مظاهرات الجمعة الماضية امام قصر القبة , فهل من المنطق في شيء ان ينتهي كل اسبوع باحداث عنف دامية يصاب فيها المئات , وهل من المنطق ان يقوم هؤلاء بحرق ممتلكات الشعب , انه العبث الذي اثار غضب الشعب , ودفع العشرات منه للخروج لمواجهة داعاة العنف وهدم الوطن , ولعل تصدي ابناء منطقة قصر القبة لمرتكبي العنف بالامس , دليل واضح علي ان ' كيل الشعب فاض ' , وانه لن يرحم من سيتلاعب بامن هذا الوطن .

و من المفارقات التي ميزت الخبيث من الطيب ما نظمه الاسلاميون من مظاهرة يوم الجمعة الماضية , ابهرت الشعب في دقة تنظيمها , ورقي ادائها , ونبل اهدافها التي طالبت بنبذ العنف , و التخلص من الشقاق و الخلاف , وجمع الشمل الوطني وايجاد مساحات للتوافق بدلا من حالة الصراع السياسي التي افقدتنا روح الثورة , وغيبتنا عن طريقها , فهل نحكم ضمائرنا الوطنية لكي نخرج من حالة الفوضي الي مرحلة البناء ؟

ليست هناك تعليقات :