باكينام الشرقاوي : الثورة المضادة تمارس العنف و البلاك بلوك الى زوال و مرسي استجاب لمطالب جبهة الانقاذ



انتقدت باكينام الشرقاوي في الحوار الذي امتد لساعتين داخل مكتبها في قصر الاتحادية صدور فتوي من احد الشيوخ باهدار دم قيادات جبهة الانقاذ , معتبرة اياها ' افكارا متطرفة في راس قائليها , ودعاوي اجرامية محل تحقيق قضائي ' .

واكدت ان ' آليات الثورة المضادة الحالية اصبحت اكثر عنفا , لكنها سوف تنحسر قريبا ' .

وتوقعت مساعدة الرئيس في حوارها ان ' الطرف الثالث لن يظل مجهولا ' , وان مصير ' بلاك بلوك ' الي زوال , وشددت في الوقت ذاته رفضها لاستخدام مصطلح ' ميلشيات ' لوصف مجموعات الاخوان التي فضت اعتصام الاتحادية في 5 ديسمبر الماضي.

وتؤكد ان الرئيس استجاب بالفعل لغالبية مطالب المعارضة , عدا بعض المطالب مثل تشكيل حكومة انقاذ وطني لسبب عملي هو ضيق الوقت , لكنها اشارت الي ان انضمام المعارضة لجلسة الحوار الثانية ربما يغير من الامر.

وتطرقت مساعدة الرئيس الي الحديث عن دور الجيش في المشهد الراهن , قائلة ان ' الدولة المدنية لا تعرف اي دور سياسي للمؤسسة العسكرية ' , مشيرة الي ان المجتمع يحتاج الي هدنة يلتقط فيها انفاسه __ و الي نص الحوار :



● ما تعليقك علي فتوي الشيخ محمود شعبان باهدار دم قيادات جبهة الانقاذ , بالتزامن مع اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد؟
مثل هذه الفتاوي و الخطابات تسيء للدين ولا تعبر باي حال من الاحوال عن سماحة الاسلام , وفي الوقت الذي نتضافر فيه جميعا لمواجهة مثل هذه الدعوات المرفوضة للقتل , علينا ان نتعامل معها باعتبارها تصريحات فردية لا تعبر عن اي تيارات فكرية او عن مواقف سياسية سائدة , ولا تعبر الا عن افكار متطرفة تدور في راس قائليها , ولذا فاي مزايدات او تعميمات في غير محلها , ويجب عدم استغلالها لتاجيج مناخ الفرقة , وهذه الدعوات الاجرامية محل تحقيق امام الجهات القضائية وتقع تحت طائلة القانون.



● اثار مشهد سحل المواطن حمادة صابر وتعريته بالقرب من قصر الحكم ردود فعل غاضبة؟
التنكيل باي موطن مصري امر مرفوض تماما خصوصا في اعقاب ثورة الكرامة و الحرية , ولا شك ان المشهد مؤسف ومؤلم , ولا بد من مواجهة هذه الممارسات الفردية التي تذكرنا بما كان سائدا في الماضي بكل حسم , مع ضرورة ترك فرصة للتحقيقات لمعرفة ملابسات هذه الواقعة.

وانسب طريقة للتعامل مع مثل هذه الانتهاكات هو تفعيل القانون ومحاسبة من قاموا بها واعلان ذلك بكل شفافية.



● ما تعليقك علي الاحداث الدموية التي تزامنت مع الذكري الثانية لثورة 25 يناير؟
نتحدث عن محاولة لنشر مناخ عام يبيح استخدام العنف لتعبير عن موقف او رفض __ حيث ان آليات الثورة المضادة الحالية اصبحت اكثر عنفا وتسعي الي نشر نمط متكرر من التخريب و الترويع و الافزاع و القتل و الاعاقة لحياة المصريين . مثل فكرة قطع خط المترو وطريق عام وكوبري.



● كيف تنظرين للتعامل الامني مع المتظاهرين في احداث الذكري الثانية __ ووقوع ضحايا؟
تطوير اداء مؤسسات الدولة هي عملية ممتدة تحتاج لتعاون الجميع سواء الدوائر الرسمية او الشعبية او الاعلامية , فالمشاركة في الرقابة علي سلوك رجال الشرطة سيكون له تاثيره الايجابي علي تحسين الاداء الشرطي وربطه بحقوق الانسان , ولكن بلا مزايدات او تعميمات متشائمة تضر اكثر مما تفيد __ فمع رفض اي ممارسات خاطئة تنتهك حقوق الانسان وآدميته , لا بد ايضا من تشجيع رجال الشرطة عندما يقومون بواجبهم الوطني في تلك الظروف الصعبة التي يعمل فيها البعض علي انحراف الثورة عن مسارها السلمي الحضاري.



● وما الهدف من محاولة نشر العنف بهذا الشكل؟
الهدف اعاقة عملية التحول الديمقراطي في مصر وتلويث الثورة المصرية وهو ما تعمل الثورة المضادة علي تحقيقه , فلدينا ديمقراطية وليدة , وملامح لنظام ديمقراطي بدات تتشكل , وهناك محاولة لجر الثورة الي العنف وهو ما يضرب في مقتل اهم انجاز من انجازات الثورة , ولذا فانني اري ان الشعب المصري يفهم محاولات التوظيف السياسي للعنف واستخدامه كاداة للضغط ويرفضها , فهذا نهج غير ديموقراطي ويلتف علي آليات العمل الديموقراطي.



● اذن من وراء الثورة المضادة التي طالما تحدثت عنها دوائر رسمية دون ان تكشف اصحابها؟
الخيط الرئيسي لمعرفة ذلك يتمثل في معرفة من صاحب المصلحة , ومن تؤثر الاوضاع الجديدة علي مصالحهم , ونحن نتحدث عن شبكة مصالح فاسدة ومتشعبة بنيت علي مدي 30 عاما , وسوف ناخذ وقتا لتفكيك مفاصل هذه الشبكة.

لكن استشعر من احداث العنف هذه المرة اختلاف في تعامل الاجهزة الامنية و القضائية مع الحدث , و المح نسبيا جدية اكبر في القبض علي من يقومون بالشغب , و المح روحا جديدة تسري في النيابة العامة وجهات التحقيق.



● وهل ستنخفض وتيرة العنف؟
اعتقد ان موجة العنف في انحسار , ولكننا يجب ان ننتبه الي تزامن حدوث موجات العنف الرئيسية قبل اي استحقاقات انتخابية , وكان القوي الرافضة للتغيير تعمل بكل طاقتها علي عدم استكمال بناء مؤسساتنا الديمقراطية.



● وما هو الرد المناسب علي موجات العنف التي تحدث بين الحين و الآخر؟
الرد عبر طريقين , اولهما : تطوير الاداء الامني و القانوني لملاحقة المجرمين و المضي بسرعة في اجراء الانتخابات , و الثاني : استكمال بناء مؤسسات الدولة , فكلما تقدمنا للامام يقلل ذلك من فرص العنف.



● وماذا عن حديث ' المؤامرات ' التي تستهدف البلاد؟
لا حديث عن مؤامرات بدون ان يكون لدينا ادلة كاملة , وجهات التحقيق تعمل علي قدم وساق لمعرفة ملابسات من قتل وحرق وكيف __ واتساءل في هذا الصدد ما علاقة حرق مبني محافظة , ولا قطع طريق بمطالب سياسية او ثورية؟



● وما مدي تورط النظام السابق في العنف الحالي __ وهل هناك اياد خارجية؟
لا املك معلومات لكن املك تحليلات وتقييما للموقف . دولة كبيرة قدمت نموذجا ثوريا رائدا في المنطقة لا بد ان تؤثر في توازن السياسات الدولية , لا بد ان تسعي كل دولة لتوجيه مسار الاحداث في مصر في الاتجاه الذي يخدم مصالحها.

لكن من الضروري الا نخضع لحديث المؤامرات و الايادي الخارجية ونقول انه سبب الاعاقة , فلا بد من التركيز علي قدرتنا الداخلية فالخارج لن يؤثر الا بمقدار ما يسمح له الداخل بذلك , فمعركتنا الاساسية هي معركة داخلية , وكيف نتمكن من راب الصدع.

وحول تورط النظام السابق علينا ان ننتظر التحقيقات الجارية . اتوقع ان التحقيقات ستكون مختلفة عن المرات السابقة , لن يظل الطرف الثالث مجهولا , وستصل بنا لخيوط من وراء الاحداث.



● حملت جبهة الانقاذ الرئيس المسئولية السياسية عن احداث محيط الاتحادية الاخيرة؟
ليست هناك اي مسئولية سياسية علي الرئيس مرسي في احداث الاتحادية . فالشرطة لم تتدخل لحماية المقر الرئاسي الا بعدما بدا المتواجدون في رمي زجاجات المولوتوف ومحاولة اقتحام بوابة القصر , ولم تهاجم اي مظاهرات سلمية __ من الصعب الحديث عن تلك المسئولية هذه مزايدة ومبالغة ليس لها محل.



● ومسئولية المعارضة ووسائل الاعلام؟
كنت اتوقع ان تكون ادانة المعارضة لاعمال العنف اسرع واشد , لكنني وجدت قدرا كبيرا من التردد في ادانة العنف , وحين صدرت ادانة من المعارضة لم تكن بالوضوح المطلوب , و الاسوا انني شعرت بخطاب تبرير وقبول نسبي ومحاولة القاء اللوم علي الدولة واجهزتها.

انا هنا اعاتب ولا احمل المسئولية . فكرة تحميل المسئولية المباشرة لا تقع الا بتوافر الادلة الثابتة ومعرفة من قتل ومن حرض ومن موّل , وما اتحدث عنه هو غطاء سياسي ومناخ عام يتم بثه , و الاخطر انه انتقل من مرحلة توفير الغطاء السياسي للعنف الي مرحلة التوظيف السياسي له للضغط من اجل فرض رؤية احادية.



● وجهت للرئيس مرسي انتقادات لفرضه الطوارئ علي مدن القناة , وقيل ان القرار يمثل عقابا جماعيا؟
الرئيس اضطر الي فرض الطوارئ لمدة محدودة سعيا لحقن الدماء وللاسراع من عملية فرض الامن , وفكرة العقاب الجماعي غير صحيحة بالمرة , فاهالينا في القناة دوما يمثلون قيمة الصمود و العزة , ولم ينظر الرئيس عندما اتخذ هذا القرار الا الي مصلحتهم __ ثم ان طريقة فرض الطوارئ وآلياتها واعادة النظر فيها او الغاءها اذا ما تحسنت الحالة الامنية تقول اننا امام دولة ديمقراطية حتي وهي تعلن حالة الطوارئ , فحتي القرارات الاستثنائية التي تطلبتها المرحلة تمت في اطار دستور ديمقراطي.



● وهل تمت استشارة اجهزة الدولة قبل اتخاذ القرار؟
نعم __ حيث قام الرئيس بمشاورات مع جميع اجهزة الدولة المعنية . الامنية و العسكرية باعتبارها تقدم له تقدير موقف علي الارض . لذا كان قرارا مؤسسيا واتبع الاجراءات الدستورية و القانونية في ظل دولة القانون.



● ما رايك في ظهور حركات مرتبطة بالعنف مثل بلاك بلوك __ و الحديث عن ظهور ' ميلشيات للاخوان ' في احداث محيط الاتحادية بداية ديسمبر الماضي؟
وصف الميلشيات يطلق فقط علي من يهددون الامن , وفي هذا الصدد لا اعلم الا نمطا واحدا هو ' بلاك بلوك ' واري ان بلاك بلوك مصيرها للزوال . لانها لا تتفق مع ثقافة الشعب , ومزاجه العام , وسرعة التعامل القانوني مع هذه المنظمات , سيكون رادع لعدم تكرار الظاهرة في المستقبل.

وينبغي ان نفرق بين مفهوم ميلشيات وبين مفهوم الاعتصام , ما يحدث في ميدان التحرير , ومحيط الاتحادية , وما يحدث في الانتاج الاعلامي , وما حدث امام المحكمة الدستورية العليا هو اعتصامات سلمية يتخللها احيانا بعض العنف المادي و المعنوي المرفوض ولا استطيع ان اطلق عليها ميلشيات __ بالرغم من رفضي لهذه الممارسات.

وما حدث في محيط الاتحادية في ديسمبر وسقط فيه 9 شهداء . هو نمط متكرر لمظاهرات او مسيرات تبدا سلمية ثم ياتي من يستخدم العنف وينقلب المشهد , لا افهم كيف يكون ميليشيات للاخوان وسقط 8 من اعضاء الجماعة من بين 9 من الشهداء.



● وقرار نزول الاخوان الي الاتحادية؟
كنت شاهد عيان في هذه اللحظة , المظاهرات حول الاتحادية لم تكن سلمية , كان بها شباب ثوري يعبر عن رايه وكان ايضا هناك مجموعة تحاول اقتحام القصر وتلقي بالمولوتوف وتُهدد من بداخله , وفي نفس اللحظة اجتمعت معا مجموعات معارضة للرئيس بعض منها يهدد مقر الحكم , واخري رات انها تعبر عن رايها بدعم الرئيس.

لكن ونظرا لسقوط ضحايا ونتيجة لتعقد الامور , تعلم الجميع الدرس واصبح من المبادئ للمظاهرات الاعتصامات ان كل يعبر عن رايه في اماكن مختلفة حتي لا يكون هناك فرصة للاشتباكات ولاندساس البلطجية.



● ولماذا لم تتدخل اجهزة الامن؟
كان لها تقديرها للموقف __ فالمشهد كان متشابك لدرجة كبيرة , مقر الحكم يتواجد في محيطه المعارضين و المؤيدين , قدرت ان ضبط النفس هو الانسب في هذه اللحظة . ورات انها اذا تدخلت سيقع ضحايا وتشتعل الامور اكثر , لكن المشهد لم يكن كما يصوره البعض ويروج له بان ميلشيات الاخوان مدججة بالسلاح.



● ظهرت في الآونة الاخيرة مجموعة من المبادرات لحل الازمة الراهنة كيف تعاملت مؤسسة الرئاسة معها؟
جميعها ايجابية وغالبية بنود هذه المبادرات استجاب الرئيس محمد مرسي لها بالفعل في الجلسة الاولي للحوار الوطني , التي عقدت يوم الاثنين 28 يناير , وجميعها يتطابق في كثير من عناصرها مع المبادرة التي اطلقها مرسي عقب احداث بورسعيد , حين دعا الي حوار وطني مباشر , ودعوة القوي السياسية لنبذ العنف و الاتفاق علي آليات وضوابط الحوار.



● كيف استجاب الرئيس؟
اولا تعديل الدستور : في الجلسة الماضية , اتفق الحضور علي تجاوز العقبات , ونحن ننتظر العمل علي تشكيل اللجنة الجديدة ' سياسية وقانونية ' ومعايير اختيارهم في الجلسة القادمة , حتي تبدا في تحديد المواد التي سوف يتم اجراء التعديلات عليها لعرضها علي الاطراف المشاركة في الحوار . وسوف يلتزم كل طرف بتعهداته التي يختص بها , حيث سيكون هذا ملزما لكتلته البرلمانية في مجلس النواب.

ياتي التزام الرئيس هنا في انه بدلا من تكتل 20 في المائة من الاعضاء في مجلس النواب لتقديم المقترحات , سيقوم هو كما يخوله الدستور بتقديم هذه المقترحات , وسيكون موقف جميع القوي المشاركة من كل المواد بها معلنا مسبقا وبشفافية , من خلال مضابط موثقة وتوقيعات علي مادة مادة.



● وماذا عن مطلب تشكيل حكومة انقاذ جديدة؟
اغلبية من حضر في الجلسة الاولي يري ان التوقيت غير مناسب لطرح حكومة جديدة , فمن الصعب جدا تشكيلها الآن نظرا لعامل الوقت حيث انها تحتاج مفاوضات مطولة حتي تحدث التوازن المطلوب قد تصل من 4 6 اسابيع , وهو التوقيت الذي نكون فيه بصدد تشكيل حكومة جديدة تعبر عن خريطة البرلمان الجديد.

ومع ذلك ورغم هذا الراي السائد فربما اذا انضمت القوي المعارضة الي الجلسة الثانية , واقنعوا الاطراف المشاركة في الحوار و الرافضة لتغيير الحكومة , فان الوضع بالقطع سيختلف __ و الاجندة مازالت مفتوحة , و الدليل العملي علي ذلك ان الرئيس ابدي استعدادا لادراج مبادرة حزب النور للمناقشة في جلسة الحوار القادمة.



● وماذا عن تقنين وضع جماعة الاخوان؟
جميع الجمعيات و الجماعات تنتظر قانون الجمعيات الجديد , ومن الوارد جدا ان تبدا اجراءات تقنين جميع الجمعيات و الجماعات بشكل قانوني وفق آليات القانون الجديد , و المسالة لن تكون خلافية في المستقبل.



● ما رايك في انتقادات تعيينات مجلس الشوري ال90 من حيث عدم تمثيلهم لشرائح مختلفة؟
اتفقت الاحزاب المشاركة في الحوار علي معايير الاختيار , و التزم الرئيس باتفاقها , وسعينا بكل الطرق لتنويع التمثيل في المرشحين , ووجهنا الدعوة لمن لم يشاركوا لكي يقدموا ترشيحاتهم لعضوية الشوري ولكنهم رفضوا. تحدثت بنفسي مع القوي المعارضة وكنت اقابل بالرفض , وتواصلت مع اسماء من خلفيات متنوعة لكي نزيد من العنصر النسائي في الشوري , لكن عددا منهن رفض , وهن دكتورة سحر الطويل , و الفنانة جيهان فاضل و الناشطات جميلة اسماعيل وهبة السويدي.



● متي تعقد جلسة الحوار الوطني الثانية؟ __ واجندتها؟ وهل سيشارك اعضاء الانقاذ بها؟

الحوار الوطني متواصل في الايام القادمة ومازلنا نسعي بكل طاقاتنا لاقناع جميع الاطراف الغائبة عن الحوار بجدوي الانضمام.

وفقا لجدول الاعمال المقترح في الجلسة الاولي فان الموضوعات ستدور مبدئيا حول بحث الحالة الامنية لدراسة مدي الحاجة الي استمرار حالة الطوارئ , وحول الضمانات التي تتطلبها بعض القوي لضمان استمرار نزاهة الانتخابات وتطوير الاداء الانتخابي , و الاجراءات و الآليات لمناقشة التعديلات المقترحة لبعض النصوص الدستورية , واذا اراد اي من المشاركين اضافة بنود اخري فهذا ايضا امر مرحب به , بالاضافة الي مناقشة مبادرة حزب النور كما سبق ان ذكرت.



● وماذا عن دعوات وجود ممثل للجيش في جلسات الحوار؟
ان الدولة المدنية بالتعريف يغيب فيها اي دور سياسي للمؤسسة العسكرية , و الجيش المصري في ظل النظام الديمقراطي الجديد يقوم بدوره الرئيسي في حماية الامن القومي بعيدا عن معترك السياسية التي هي مجال عمل الرئيس المدني المنتخب و القوي السياسية المختلفة.



● ما هو الموعد التقريبي لاجراء الانتخابات البرلمانية القادمة؟
سيقوم الرئيس بتحديد موعد الانتخابات البرلمانية فور تلقيه قانون الانتخابات من مجلس الشوري __ واتوقع ان يحدد الرئيس اقرب موعد تسمح به الاجراءات القانونية للاستعداد للانتخابات , مع ترك الوقت الكافي لفتح باب الترشح وللدعاية الانتخابية كما سيحدده القانون القادم.



● ما هي خطط مؤسسة الرئاسة بشان الحوارات المجتمعية في الفترة القادمة؟
مؤسسة الرئاسة ستتجه بقوة الي التشجيع علي عقد سلسلة من الحوارات المجتمعية حول منظومة التشريعات التي من المنتظر ان تشهدها مصر في العام القادم , فنحتاج لقوانين مكملة للدستور تكون معبرة عن الجهات المعنية بكل مشروع قانون سواء القوانين الخاصة بالاعلام اوالمحليات اوالاوقاف او الجمعيات الاهلية , لتتم صياغتها بعد حوارات ممتدة ومعمقة.



● صرحت هيلاري كلينتون بان عددا من المصريين يستشعرون بان الاصلاح الاقتصادي و السياسي لم يكن علي المستوي المطلوب؟
لا اتفق مع كلينتون في الحديث عن الاصلاح السياسي و الاقتصادي . بحكم انهما عملية ممتدة لا تؤتي ثمارها الا بعد فترة من الزمن , نتحدث عن فترة اشهر قليلة لاستكمال عمليات الاصلاح السياسي , وانجزنا فيه شوطا كبيرا اما الاصلاح الاقتصادي فسوف ياخذ دفعة قوية اذا استطعنا فرض الامن , واتوقع اننا سنعود لحالة الاستقرار النسبي في اقرب وقت.



● كيف ستتعامل مؤسسة الرئاسة مع قضية حماية المراة المصرية؟
للاسف في اطار مسلسل تلويث الثورة , فان الميدان اليوم اختلف عن الميدان في الايام الاولي من عمر ثورتنا المجيدة , غابت قدرة المعتصمين و المتظاهرين علي حماية الفاعليات الثورية التي يدعون لها , وانفتح الباب علي مصراعيه لاندساس البلطجية , ومع اصرار التيارات السياسية المتواجدة علي الارض علي احتكار الميدان , اصبح المكان حاضنا لمثل هذه الانتهاكات , ولجات القوي المعتصمة و المتظاهرة الي الحل الاسهل وهو القاء اللوم علي الغير اي القوي التي تم اقصاؤها من الميدان.

وان قضية حماية المراة ودعم دورها من اهم الاولويات التي يجب ان ننتبه اليها في المرحلة القادمة , ولا بد من معالجتها في اطار رؤية كلية لتصور عن حزمة سياسات تساهم في تمكين المراة , وياتي مشروع قانون تجريم التحرش التي تعده الدولة الآن هو خطوة اولي ستليها خطوات اشمل قريبا.



● وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني؟
المرحلة القادمة مرحلة بناء ولا بد من تفعيل ما يمكن تسميته بالمثلث الذهبي للتنمية : المجتمع المدني و القطاع الخاص واجهزة الدولة ,



● لماذا لم يشعر المصريون حتي الآن بثمار ثورتهم؟
نحن في ايام تاريخية ومصر دولة كبيرة , و التغيير عملية صعبة , وادرك ان الثمن غال , ولا ثمار بلا تعب , تخطينا مصاعب كثيرة , ولكني اتوقع ان يهدا المناخ السياسي عقب الانتخابات البرلمانية مما يفتح باب الاستقرار , فان عجلة الاقتصاد ستبدا في الدوران , ولا ننسي ان اعمال العنف المصاحبة لاجواء الذكري الثانية اثرت علي درجة الاستقرار سلبيا. و المجتمع المصري يحتاج الي هدنة نلتقط فيها الانفاس لنترك وراءنا المزايدات __ و القفزات الكبري ومعدل النمو الكبير سنشهده بعد اكتمال البرلمان.

ليست هناك تعليقات :