مشهد 1
احنا هنعمل ايه بعد ما نعلن مقاطعة الانتخابات؟
مش عارف!!
طيب ازاي نعلن اننا هنقاطع واحنا مش عارفين هنعمل ايه بعدها؟
نعلن وبعد كدا نشوف هنعمل ايه!!
طيب ينفع ناخد خطوة واحنا مش عارفين بعدها ايه؟ دا مش منهجي ولا موضوعي!
هنبقي نتفق بعد كدا هنعمل ايه ونشتغل ازاي.
مشهد 2
هو حزب حضرتك هيلتزم بالمقاطعة؟
آه الحزب اعلن المقاطعة بس في اعضاء كتير هينزلوا مستقلين.
طيب ما دا خرق للمقاطعة وتفريغها من مضمونها!!
مقدرش احكم علي الناس ما تنزلش , انا رايي اننا كنا لازم ننزل بس المزايدات موجتها عالية اوي المرة دي.
طيب احنا هنمشي ورا المزايدات ونسيب البلد تضيع؟
قولهم ممكن يسمعوا كلامك , انت كلامك صح , المقاطعة مش هتهز الاخوان و الانتخابات هتتعمل كدا كدا وهنعزل نفسنا 5 سنين عن الناس ودا هيمكن الاخوان اكتر واكتر.
مشهد 3
انت راضي عن المقاطعة ومقتنع بيها؟
لا طبعا دا تهريج وهروب من المعركة اللي لازم ندخلها عشان ننقذ البلد.
طيب ليه مش هتعلن دا وتاخد موقف؟
هاخد موقف لوحدي واتشتم لوحدي؟ لازم يكون في حزب تاني معانا!!
طيب ما تاخد الخطوة دي و المقتنعين بوجهة نظرك هيلحقوا بيك.
هيقولوا علينا بنفتت المعارضة وبنقسم الصف الوطني.
طيب هتعمل ايه في حزبكم؟
هنقفله ونبطل سياسة ونشوف شغلانة تانية!!
طيب و البلد هنسيبها لمين؟ هنعلن اختفاء المعارضة في ظروف غامضة ونهدي درع الفوز للاخوان؟
مش عارف اقولك ايه , العواجيز ضيعونا في انتخابات الرئاسة وهيضيعونا في البرلمان.
مشهد 4
هو حضرتك شايف اننا في لحظة ثورية هنوقع النظام قريب؟
آه طبعا انت مش واخد بالك العصيان المدني جاي و الملايين هتنزل!
انهي ملايين بتاعة جمعة الزحف ولا الخلاص؟
انت شكلك تعبت وبقيت ثوري متقاعد ومش عايز تكمل الثورة! الشباب بيمنعوا الموظفين من الدخول لشغلهم وكمان شوية العصيان المدني هيبقي شامل!
هو منع الموظفين من دخول شغلهم هو دا العصيان المدني؟ طيب هو احنا عندنا كمان نقابات وروابط عمال ومهنيين مقتنعين بالكلام دا عشان يحصل العصيان المدني؟
هي هتمشي لوحدها و الاخوان هيقعوا ومفيش انتخابات هتحصل من الاساس؟
ازاي؟
الثورة هتمنع الانتخابات انها تتم!
ازاي؟ هنشيل مولوتوف كلنا ونحرق اللجان و اللي هيروح يصوت ونوقف الانتخابات؟
الثورة تعمل اللي هي عايزاه!!
مشهد 5
كتبت علي صفحتي :
' لن احسم موقفي من الانتخابات الا بعد استبيان آراء الجماهير في دائرتي بشكل علمي وشفافية تامة وساعلن ذلك ايا كانت النتيجة وسالزم نفسي بها , قرار المقاطعة او المشاركة يجب ان يكون شعبيا ونلتزم به كسياسيين , مصر ليست النشطاء او النخب السياسية فقط مع احترامي للجميع '
علق احد الرموز الشبابية الفلولية المعروفة بانها كانت من عبيد جمال مبارك قبل الثورة علي ما كتبت قائلا : يا اخ مصطفي ادرك اللحظة الفارقة , الثورة لا تعرف الحلول الوسط , لا تخون الثورة!!
علق علي تعليقه شاب ثوري من ائتلافات شباب الكاميرا : لا هو خلاص باع الثورة من زمان وعايز يشتغل سياسة.
الرمز الفلولي الشاب : يا خسارة , بس الحمد لله الثورة كاشفة وبينت مين مع الثورة ومين ضدها!!
ابتسمت ابتسامة صامتة واغلقت شاشة الجهاز وعدت لذكريات قريبة في المشهد القادم.
مشهد 6
الزمان : نهاية عام 2010
المكان : اجتماع للجمعية الوطنية للتغيير قبل انتخابات مجلس الشعب 2010.
نائب سابق : لازم ندخل الانتخابات تحت اي ظرف عشان نكشف تزويرها ونفضح النظام.
مدير الاجتماع : ما هو النظام مفضوح , الافضل نقاطع مقاطعة جماعية عشان نسقط الشرعية عن النظام.
النائب السابق : ما ينفعش نسيب للنظام الساحة يلعب فيها وحده لازم ندخل نناكف فيه ونرهقه و السياسة و التغيير تراكم , مش عشان خايفين من التزوير نقعد في بيوتنا ونسيب النظام يرسخ سيطرته اكتر واكتر , كدا احنا بنسلم البلد للنظام بالكامل!!
مدير الاجتماع : بس الدكتور البرادعي كان امله ان كل مكونات الجمعية الوطنية للتغيير تقاطع الانتخابات ونركز في جمع توقيعات بيان التغيير.
النائب السابق : لما يبقي يجي مصر ويقعد معانا يبقي يقولنا نعمل ايه , احنا اللي علي الارض و الجماهير ورانا ومش بعد ما اشتغلنا معاها وارتبطت بينا نروح نقولهم هنقاطع الانتخابات عشان البرادعي عايزنا نقاطع , الناس مش هترحمنا وهنخسر كل اللي بنناه علي الارض.
مدير الاجتماع : بس كدا هيبان ان المعارضة منقسمة ودا يضعفنا قدام النظام.
النائب السابق : لا دا مش انقسام دي مسارات متوازية لازم نمشي فيها ناس تقاطع وناس تشارك وفي الآخر الهدف واحد , و اللي هيقاطع ما ينفعش يزايد علي اللي وجهة نظره انه يشارك , دي هتبقي خسة سياسية وضرب في الظهر لصالح النظام
مدير الاجتماع : ربنا يستر.
ولك عزيزي القارئ ان تقارن بين عام 2010 وعام 2013 لتدرك وحدك الفارق!!
قبل اسدال الستار
ربما ينسي بعضهم مواقفهم القريبة و التي لم ننساها بعد , ربما ينسي بعضهم انه خاض الانتخابات علي قوائم الاخوان حين خاض آخرون معارك شريفة وضارية في مواجهة الاخوان , ربما ينسي بعضهم انهم كانوا جزءا من النظام القديم وانهم التحقوا بركب الثورة في لحظة ارتباك وتشوش عبروا من خلالها الي الجماهير ليختلط الثوري بغير الثوري بسبب اداء الاخوان المزري الذي جعل هؤلاء يصطفون في صف الثوار ولم يعد يدري الناس الفارق بينهما , ربما يكون البرادعي ونفر قليلون معه ينادون بالمقاطعة عن قناعة بمبادئ وقيم وقراءة معينة للحظة الراهنة , ولكن المؤكد ان الجميع ليس كذلك ولكل طرف اغراض اخري هو يعلمها ونحن نعلمها , ندفع ثمن تقهقرنا كشباب اشعلوا فتيل هذه الثورة ثم تحلوا بالتعفف و الزهد وتركوا الآخرين يعبثون بجسد هذه الثورة حتي لفظت انفاسها , ولم يتوقفوا بل استمروا في مضاجعة الميتة وهتك عرضها , ندفع ثمن الركون لوجوه شاخت افكارها وعقمت تصوراتها سلمنا لهم زمام القيادة فاكتشفنا اننا نعود للخلف وهم يدهسوننا باقدامهم التي كثيرا ما تثاقلت وكنا نحن من ندفعها للامام بحسن نية وجعلنا منهم رؤوسا وقامات دون ان يستحق بعضهم ذلك.
ربما كان ادبنا ورقينا وتسامينا عن الاساءات و المزايدات سببا في ان يتخيل بعض الحمقي ومدعي الثورية انهم علي حق واننا نصمت لعجزنا واقرارنا بالعته السياسي الذي يمارسونه.
ان كل ما حولنا يخبرنا ان نجاح هذه الثورة ومواجهة مسلسل التمكين و الاخونة وتغيير هوية مصر يبدا بتنقية المشهد السياسي من هذه الوجوه البائسة وتكهينها في متاحف التاريخ ثم بناء قدراتنا عبر الممارسة و التراكم و التعلم بالخطا و التجربة ونقد الذات لنزيح عن مصر ما اصابها من حزن والم واسي.
نعلم ان عموم المصريين البسطاء المخلصين يستطيعون التمييز بين هؤلاء وبين الصادقين الذين يراهنون عليهم لنهضة هذا الوطن , لذا لن نخذل شعبنا ولن نتركه اسيرا لهذه النخب البالية.
مسالة المشاركة في الانتخابات او المقاطعة ليست هي القضية الاساسية التي تشغل بالنا لانها عرض للمرض الاصلي وهو عدم وجود نخبة سياسية حقيقية في مصر تفهم هموم الناس وتبني قدراتها وقواعدها الشعبية التي تؤازرها لتستفيد من زخمها في تحقيق مشروعها , لدينا مجموعة ممن تجاوزهم الزمن ولدينا اصوات تجيد المزايدة و الشتم وهدم كل الناجحين لانهم لا يستطيعون اللحاق بهم في نجاحهم , لدينا مناضلون حنجوريون يعرف كل منهم نفسه علي انه ناشط علي مواقع التواصل الاجتماعي ' حيث صارت هذه مهنة ' حيث يكتمل النضال في عالم المزرعة السعيدة , وكلهم يناضلون دون ان يبذلوا.
من خرجوا من بين الناس يجب ان يعودوا للناس وليس لهؤلاء , نحن صوت الناس واملهم ولن نخذلهم وسناتمر بما يامروننا به ولن نخضع لابتزاز وتخوين ومهاترات تاكد لدينا انها ديدن هؤلاء وسمتهم.
علي من يقولون كلاما في الغرف المغلقة ثم يقومون بتغييره تماما حين تلمع اضواء التصوير في عيونهم ان يتحلوا بالاتساق مع الذات حتي يستطيعوا ان يحترموا انفسهم بعد ذلك , علي لقطاء السياسة وثوار ما بعد الثورة ان يدركوا حجمهم الحقيقي وافلاسهم , وعلي من قفزوا في الهواء دون ان يعلموا اين سيهوي بهم ان يدركوا انهم في المشهد الاخير من هذه الفقرة البائسة التي ستنتهي قريبا ليطوي بها الوطن صفحة مؤلمة خطها هؤلاء الذين حان وقت رحيلهم.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق