خذ عندك : اطنان من الكلام و السفسطة استهلكت في مهذلة اعلامية كاملة الاركان عن تغيير القوات المسلحة للزي الخاص بالجيش الثالث الميداني بعد ساعات من اعلان شائعة سرقة حماس ' عروس المقاومة ضد المحتل الصهيوني ' لاقمشة خاصة بالجيش وتهريبها الي غزة.
ولا طائل هنا من الاستغراق في مناقشة مسالة سرقة وتهريب ملابس جيش نظامي عريق وكبير , ذلك ان هذا ربما يخدش صورة الجيش , لكن ما يستحق التوقف عنده هو هذه السرعة الرهيبة في اختيار الوان الزي الجديد وتفصيله وتوزيعه علي الافراد في لمح البصر.
لكن اللافت ان موضوع سرقة القماش وتهريبه جري توظيفه في تثبيت تلك الصورة المصطنعة عن ان الفلسطينيين يسرقون زي جيش مصر لكي يحاربوا به الشعب المصري -- وان حماس هي العدو وهي الخطر وهي منبع الشرور , بينما اسرائيل الوديعة الرقيقة لا خطر منها -- وصولا الي ان حماس تعادي جيش مصر , وطبعا حماس صديقة نظام الحكم الجديد في مصر -- اذن النظام عدو الجيش , هيا نسقط النظام وندعو الجيش لانقلاب عسكري.
ان الذين افرطوا في التطبيل و الرقص الخليع علي ايقاع اكذوبة تغيير القوات المسلحة للزي العسكري خوفا من استخدام حماس له , لن يشعروا بالخجل وهم يطالعون تصريحات رسمية صادرة من القوات المسلحة تنفي من خلالها بشكل قاطع ان يكون قرار تغيير الزي وليد اللحظة , او رد فعل لحكاية تهريب الاقمشة كما نقلت بوابة الاهرام تاكيدات من مصدر عسكري علي ان ' تغيير الزي العسكري , غير مرتبط بعملية احباط تهريب اقمشة مشابهة لزي القوات المسلحة و الشرطة الي غزة , وان فلسفة تغيير الزي رمزية ودليل علي القيادة الجديدة , مشيرا الي ان فكرة تغيير الزي اطلقها الفريق اول عبدالفتاح السيسي منذ اغسطس الماضي , بعد توليه قيادة القوات المسلحة ' .
وبالطبع لن يهتم احد او يفكر في الاعتذار عن التضليل و التدليس و الهلوسة الاعلامية , بل سيبدا البحث عن حدوتة جديدة , وتفصيل قصة اخري يتم مضغها بالرقاعة ذاتها , التي لاكت بها الالسنة الثورية المستحدثة حكايات التوكيلات و الدعوات لانقلاب الجيش علي الرئيس.
وفي اوضاع كهذه من الطبيعي ان يعمي البعض او يتعامي عن مرافقة وزير الدفاع لرئيس الجمهورية في رحلته الآسيوية , وكانهم اصيبوا فجاة بضعف الابصار , بعد ان كانت اعينهم قادرة علي رصد اصدار توكيل للفريق السيسي في اصغر مكتب شهر عقاري بابعد نقطة علي خريطة مصر.
لقد جرت عمليات حقن للدماغ المصرية بكميات خرافية من الآكاذيب الممنهجة طوال الفترة الماضية حتي فقد الناس القدرة علي الاستجابة او القابلية للشعور بالدهشة , واخشي ان يصل الآمر الي التعامل مع كل شئ باعتباره نكتة الي ان يثبت العكس , ولم لا وابواق ' الثورة المهجنة ' تهتف ' طلعت قماااااش ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق